شيعت جموع غفيرة، ضمت فنانين وإعلاميين ومواطنين أمس، جثماني فناني الكوميديا وحيد سيف الذي دفن في مقابر الأسرة في الاسكندرية، ونبيل الهجرسي الذي صلي عليه ظهر أمس في مسجد السيدة نفيسة ودفن في القاهرة. ويعد سيف والهجرسي من نجوم الكوميديا المصريين الكبار، ولكن غير المتوجين، أي أولئك الذين أعطوا وحرثوا كثيرا في عالم الكوميديا دونما بطولة مطلقة لأي منهما، رغم تكامل عناصر هذه النجومية الكامنة في عمق موهبة كل منهما. كان الأول وحيد سيف الذي رحل عن عمر يناهز 73 عاما، وقد ووري جثمانه الثرى في مسقط رأسه بالاسكندرية أمس الأحد، على أن يقام العزاء فيه اعتبارا من مساء الخميس المقبل في مسجد بالحامدية الشاذلية بالقاهرة، حيث أبناء الوسط الفني من رفاقه في عالم الفن. وحيد سيف من مواليد 7 يوليو 1939، في منطقة سيدى بشر بالاسكندرية، واسمه الحقيقي مصطفى سيد أحمد سيف، وهو ممثل كوميدى انضم في فترة شبابه إلى فرقة التمثيل في الاسكندرية، ثم انتقل إلى القاهرة ليبدأ مشواره الحافل مع الكوميديا مقترنا بزوجته الأولى ألفت سكر قبل انفصالهما. وليتزوج مجددا من شابة سورية قبل نحو عشر سنوات، وتكون أول وجهة لهما في السفر معا إلى المملكة، وتحديدا مكةالمكرمةوجدة، حيث قضى بيننا أياما في جدة، وحل ضيفا على جريدة «عكاظ»، وقام بالتواصل مع قرائها من خلال «هاتف عكاظ» أثناء مشاركاته في العروض الصيفية وفي مهرجان جدة غير. وللفنان الراحل وحيد سيف أرشيف فني يضم قرابة 250 عملا فنيا متنوعا ما بين السينما والمسرح والتلفزيون مع عدد من عمالقة السينما المصرية، بالإضافة إلى عدة مسلسلات منها: المال والبنون مع الفنان عبدالمنعم إبراهيم، ورحلة السيد أبو العلا البشرى مع الفنان محمود مرسى... وغيرها من الأعمال المتميزة. بدأ الفنان وحيد سيف رحلته مع عالم التمثيل، أثناء دراسته في كلية الآداب قسم تاريخ جامعة الاسكندرية من خلال عدة مسرحيات أهمها شكسبير، حسن ومرقص وكوهين، وتزوج الفنان الراحل على مدار حياته ثلاث مرات أنجب خلالها ابنيه الممثل أشرف سيف والممثل ناصر سيف من ألفت سكر. أما الثاني الذي تزامن قدر رحيله مع وحيد سيف، فهو الفنان الكوميدي نبيل الهجرسي بعد أزمة مرضية أصابته مؤخرا، ودخل على أثرها العناية المركزة في أحد مستشفيات القاهرة حيث فارق الحياة. وكان تشييع جثمانه رحمه الله ظهر أمس الأحد، وعن هذا قال نقيب الممثلين أشرف عبدالغفور للزميلة الإلكترونية «العربية. نت»: إن الفنان نبيل الهجرسي لم يخبر أحدا بمرضه، وأنه كان يعاني من أزمة صحية، وأهله كذلك لم يبلغوا النقابة، فكان خبر وفاته مفجعا ومفاجئا للجميع على حد قوله. كما أوضح عبدالغفور أنه لا يعلم توقيت مراسم العزاء، حيث إن أسرة الفقيد لا تزال في صدمة ولم يتم التطرق بعد لهذا الموضوع. ونبيل الهجرسي عرف بأدواره الكوميدية العديدة في السينما والتلفزيون والمسرح. ورغم أنه لم يعرف البطولة المطلقة طيلة حياته، إلا أن الجمهور كان ينظر إليه على أنه بطل، حسب ما قالته نجوى فؤاد التي شاركت الهجرسي العديد من الأعمال، أن الهجرسي كان شخصا طيبا للغاية لا تتذكر أنه دخل يوما في أي مشكل مع أحد، سواء في الوسط الفني أو خارجه. أما سمير صبري، الذي شاركه في أكثر من عمل أيضاً، فأتذكر أيام كان يصور الهجرسي فيلم «حكايتي مع الزمان» مع وردة الجزائرية، موضحاً أنه ورغم أن العمل كان مليئا بالتراجيديا إلا أن نبيل كان الوحيد الذي استطاع إضحاك الناس. يذكر أن آخر أعمال الفنان نبيل الهجرسي كان فيلم «بنتين من مصر» مع الأردنية صبا مبارك وزينة. وكان الراحلان من أكبر نجوم الكوميديا، وقد قدما الكوميديا الجادة، وكوميديا الموقف، وقدما أيضا كوميدا الفالس «التي تعتمد على الحركة على الخشبة».