ما دعاني لمحاولة الكتابة ما أفضل به الصديق الكريم الأستاذ عبدالوهاب بن محمد آل مجثل عضو مجلس الشورى من إهدائه لي كتابه الذي سجل فيه بأمانة وصدق (تجربته في مجلس الشورى) ولم يكن هو اول إهداء منه فقد سبق واهداني مجموعة من كتبه. لقد قرأت التجربة بتمعن فوجدت انه عمل غير مسبوق اليه بمثل هذه الدقة عن مهمات الشورى. ما قام به الاستاذ عبدالوهاب يختلف تماما لدقة تسجيله للمراحل التي يتم بها اختيار الشخص في الشورى.. وبما يمكن ان يكون عليه في صفاته ومؤهلاته وتوفر الاخلاص والسرية والامانة وهو اجراء ادق واوفى من بعض الانتخابات المعرضة للنقد والمآخذ، ولعل وجود هذه النخبة الممتازة في المجلس هو خير دليل على حسن الاخيار، واقول إنه غير مسبوق الا اذا كان هناك من سبقه لعمل مثله لم اطلع عليه لوصفه المتناسق لما يجب ان يعرفه الخاص والعام عن مهام (الشورى) فبدأ بالترتيب من بداية التعيين مرورا بالتعرف على الصرح الكبير لمبنى الشورى وانظمة الامن والمقرات المتعددة والتعريف بالانظمة السائدة داخل اروقته الفسيحة، والمام كل عضو بالامكنة والمكاتب المخصصة له ولسكرتاريته بعد ان يكون قد ادى القسم المطلوب. وبالتفصيل اتى على الاجتماعات، واختيار اللجان وتخصصاتها، ثم الانهماك في الاجتماعات الرئيسية والفرعية، ودراسة المواضيع، والأعمال المعروضة على المجلس، والتصويت عليها، واصدار القرارات التي توفر الاجماع عليها، أو المرئيات والتوصيات التي دونها المجتمعون في جلساتهم المسبوقة بالدراسات المستفيضة بالجدولة والفرز التنويعي ناهيك بما تطرق اليه صاحب التجربة من ايضاحات مواد النظام وبالذات المادة الرابعة عشرة بإلقاء المليك او من ينيبه الكلمة السامية كل عام بتحديد السياسة الداخلية والخارجية للمملكة وتشرف رئيس المجلس والاعضاء بالسلام عليه. وتكلم بشجاعته المعهودة في طروحاته ومداخلاته في المجلس عما يعانيه المواطن السعودي، فبدأ بالخطوط السعودية ثم الصحة والتعليم والبريد والطرق والاستقدام والعمالة المخالفة والمتخلفة، ممثلة في الجهات المسؤولة عنها وهي الامن والجوازات ووزارة العمل، وجاء دور البلديات بكافة ما يتبعها من خدمات متدنية، وكذا الفنادق والمطاعم وجهات خدمية اخرى، وسرد اشياء كثيرة تبحث في المجلس لها صلة بالحياة العامة، وما هو مطلوب منها لإظهار الوجه الناصع لما تريد الدولة ان تكون عليه حياة البلد في تقدمه ورقيه. ولم تفته الأشارة الى اعادة النظر في الانظمة التي مضى عليها مدة طويلة ولم تعد صالحة لمجارة المتغيرات الراهنة، وختم كل ما تقدم بالمقتطفات الرائعة من الخطاب السامي السنوي الذي يحث على هذه التوجهات والحرص على إسعاد المواطن. وأشاد في التجربة بالاحترام المتبادل بين اعضاء المجلس وتقدير كل واحد لرأي الآخر حتى لو اختلف معه في بعضها، وكان صريحا وهو يوضح دراسته لبعض الشكاوى والمقترحات الواردة من المواطنين والمواطنات ويذكرهم بالاسماء.. مبينا نوعية المواضيع المقدمة منهم.