سعد بن تركي الخثلان.. ذلك الطالب الذي اجتاز جميع مراحله الدراسية بتفوق، لم يتنازل عن المركز الأول وكلمة «ممتاز» في شهادته الدراسية منذ أن كان في الصف الأول الابتدائي. ذلك الذكاء الفطري الذي تمتع به الطفل سعد الخثلان جعله يحفظ القرآن الكريم كاملا منذ الصغر، فكان طفلا وناشئا وشابا نابها أعجب به كل من درس على يديه في كل المراحل الدراسية من الابتدائية وحتى الجامعية. وعندما التحق ذلك الشاب النبيه بكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، كان أساتذته قد تنبأوا بعالم له آراؤه في استنباط الأحكام وتنزيلها على الواقع، لما يملكه من ذكاء وتفوق نال بهما المركز الأول بتقدير «ممتاز» على دفعته عند حصوله على درجة «البكالوريوس»، أهله ذلك لأن يكون معيدا في قسم الفقه في كلية الشريعة؛ ليحصل على «الماجستير» بتقدير ممتاز أيضا في أطروحته «أحكام اللباس المتعلقة بالصلاة والحج»، يعقبها حصوله على «الدكتوراه» بعدم تنازل عن ال «ممتاز» مضافا لها «مرتبة الشرف الأولى» في أطروحته «أحكام الأوراق التجارية في الفقه الإسلامي». لم يستمر الشيخ الخثلان كثيرا على رتبة «أستاذ مساعد» في كلية الشريعة، لينتقل سريعا إلى رتبة «أستاذ مشارك»، ثم «أستاذ بروفيسور»، مع إشرافه ومناقشته العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، إضافة للتدريس في قسم الدراسات العليا في كلية الشريعة. ذلك التميز الفقهي لدى الشيخ الخثلان لم يكن للذكاء والنباهة والتفوق الذي أمتلكها جمعيا، بل إنه صقل ذلك بالتتلمذ على أيدي كبار علماء المملكة البارزين المعروفين بعلمهم العميق وحكمتهم لدى كافة أبناء الأمة الإسلامية، حيث أثنى ركبتيه على الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، والشيخ عبدالله بن حسن بن قعود رحمها الله. خرج الشيخ الخثلان عن قوقعة العمل الأكاديمي بمناشط خيرية ودعوية أخرى، مثل إلقاء المحاضرات والندوات في المساجد والمجامع الفقهية والمنابر الثقافية والدورات والمؤتمرات العلمية، واستقطب من قبل عدة وسائل بمختلف أنواعها؛ المرئية والمسموعة والمقروءة. لم يكتف الشاب الشيخ سعد الخثلان بذلك، بل له أدواره الأخرى في العديد من الجهات، مثل: مستشار غير متفرغ في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية، رئيس تحرير مجلة الجمعية الفقهية السعودية، عضو في الهيئة العالمية للاقتصاد والتمويل، عضو في الأسرة الوطنية لمناهج المواد الشرعية بوزارة التربية والتعليم، إمام وخطيب جامع الأميرة سارة بنت سعد آل سعود في مدينة الرياض. هذا كله إلى جانب العديد من المؤلفات، منها كتب: أحكام اللباس المتعلقة بالصلاة والحج، أحكام الأوراق التجارية في الفقه الإسلامي، فقه المعاملات المالية المعاصرة، الوجيز في عقود الاستيثاق والارتفاق، أعمال القلوب، تسهيل حساب الفرائض، ورسالتا «الإسبال في اللباس وأحكامه»، و«اشتمال الصماء والسدل في الصلاة».