يحظى النحل وما ينتجه من شهد باهتمام بالغ في المنطقة الجنوبية من المملكة، إذ يحرص الأهالي هناك على ألا يغيب العسل عن موائدهم في الاوقات كافة، لذا وجد النحالون سوقا رائجة وحرصوا على تربية النحل والاهتمام به لما يدر عليهم من أموال. وباتت تنظم في المنطقة المهرجانات لتسويق الشهد، أسوة بمهرجانات المانجو أو الحمضيات أو الحريد وغيرها من المنتجات، وكان آخرها مهرجان العسل الأول في العرضية الجنوبية بشعاره (العسل الأصلي في موطنه الأصلي)، الذي حقق مكاسب أكبر مما كان متوقعا، إذ تجاوز عدد زوار المهرجان 10 الآف زائر في أربعة أيام وشارك فيه أكثر من 100 نحال 50 منهم في المواقع المخصصة لهم داخل المهرجان والبقية في الساحة المجاورة، وباعوا أكثر من 6 أطنان من العسل بقيمة تتجاوز مليوني ريال. وفي دراسة لوضع سوق العسل في العرضية الجنوبية ذكر حسن المعيدي (فني زراعي بفرع الزراعة بالعرضيات) أن عدد النحالين المسجلين في سجلات الفرع 1200 نحال يملكون 250 ألف خلية نحل بلدي و50 ألف خلية حديثة وتنتج 800 طن من العسل في السنة قيمتها السوقية تتجاوز 200 مليون ريال. وضم المهرجان معارض للجنة التنمية الاجتماعية راعية المهرجان، والبلدية، والزراعة، والتعليم الفني، والدفاع المدني، وصندوق التنمية الزراعي، والضمان الاجتماعي، وجناحا للتراث والرقصات الشعبية والنباتات العطرية، وركنا لبيع الحبوب والزيوت، وركنا لجمعية النحالين ومبيعات العطور، ومقرا للمحاضرات التثقيفية للمزارعين والنحالين. وأكد النحالان عبدالمحسن الميموني من منطقة الباحة، ومحمد علي عسيري من منطقة عسير، أن المهرجان حقق نجاحا باهرا وتفوق على مهرجانات المناطق الأخرى على الرغم من أنه ينظم لأول مرة، مطالبا بأن تمدد مدة المهرجان مستقبلا لتزيد على 10 أيام. إلى ذلك، تنظم اللجنة المنظمة ورشة عمل لدراسة إيجابيات وسلبيات المهرجان والاستفادة منها في المهرجان القادم إن شاء الله، في حين تزور الهيئة العامة للسياحة والآثار العرضية الجنوبية وتنظم ورشة عمل لكيفية تفعيل السياحة في العرضية الجنوبية وطرق تسيير رحلات سياحية للعرضية الجنوبية والاطلاع على مناطق الجذب السياحي فيها والآثار والمواقع التاريخية التي تتميز بها العرضية الجنوبية.