قدم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية و صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك واجب العزاء والمواساة لأسرة الفقيد عبدالله بن عبدالعزيز النعيم المدير التنفيذي للتنقيب بشركة أرامكو السعودية الذي وافته المنية بمحافظة حقل بتبوك يوم أمس الأول، حيث كان ضمن الوفد المرافق لوزير البترول المهندس علي بن إبراهيم النعيمي للاطلاع على المواقع الخاصة بالثروة البترولية والمعدنية بالمنطقة. وأعرب عبدالعزيز النعيم عن شكره وتقديره لسموهما على اتصالهما الذي كان له أبلغ الأثر في نفوس جميع أفراد الأسرة داعيا أن لا يرى سموهما أي مكروه وأن يجزيهما الله خير الجزاء. إلى ذلك شيعت أمس جنازة الفقيد لمثواها الأخير في مقبرة الدمام، بعد أن أديت صلاة الميت عليه في جامع الإمام تركي بن فيصل، حيث توافد عدد من كبار المسؤولين بأرامكو السعودية ورجال الأعمال والمواطنين وأهالي الفقيد. ووصف أقارب النعيم فقدانه بالخسارة الكبيرة، مشيرين إلى تمتعه بأخلاق عالية وقدرة إدارية مميزة، الأمر الذي ساهم في تقلده الكثير من المناصب في أرامكو السعودية خلال مسيرة حياته العملية، التي بدأت منذ 1978 عقب تخرجه في الجيولوجيا من جامعة الملك سعود بالرياض في العام نفسه، مؤكدين أنه ترك بصمة واضحة في جميع المواقع التي تسلم قيادتها والتي ابتدأت بوظيفة جيولوجي في مواقع الآبار حيث اكتسب معرفة عميقة في جيولوجيا البترول من خلال مهامه الفنية في قسم الاستكشاف 1983م. أعقب ذلك توليه عددا من المهام الإدارية، أصبح على إثرها مديرا لقسم التنقيب في المناطق 1996م، ثم مديرا لإدارة أعمال التنقيب 2002م، ومديرا لإدارة توصيف المكامن 2004م، كما عين مديرا تنفيذيا للتنقيب في نوفمبر 2004م، ثم نائبا للرئيس في أبريل 2006م، كما شغل منصب نائب الرئيس لهندسة البترول والتطوير بالوكالة خلال عامي 2008م و 2009م، حيث كان مسؤولا عن إدارة وتطوير جميع حقول الزيت والغاز في أرامكو السعودية. وأوضح عدد من أقاربه، أن الفقيد من الشخصيات الوطنية المرموقة التي بذلت الكثير من الجهد لخدمة الوطن، فقد استطاع من خلال عمله تقديم الكثير من الإنجازات على صعيد أعمال الاستكشافات والتنقيب وتطوير الاحتياطيات الهائلة من النفط والغاز في المملكة وتقييم الإمكانات الهيدروكربونية للمملكة. وآخر منصب ترأسه النعيم كان نائب رئيس أرامكو السعودية للتنقيب، وشملت مسؤولياته ست إدارات في أعمال الاستكشافات. وكان الفقيد وصل تبوك في الثانية عشرة من ظهر يوم الاثنين الماضي، حيث شوهد في الصالة الملكية في المطار برفقة المدير التنفيذي لشركة أرامكو خالد الفالح، وأديا صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمعا، وأمضى ذلك اليوم في عمل وفي تخطيط ثم اتجه إلى محافظة حقل التي تبعد عن تبوك 225 كيلو مترا، وأمضى تلك الليلة لا يشكو من أي أعراض، وبات في شاليه يطل على البحر حيث نسمات البحر تتعانق مع هواء خليج العقبة، ولكن المنية باغتته وودع الدنيا بعد حياة حافلة بالعطاء.