أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، أن إمارة المنطقة لديها حاضنات وكيانات مؤسساتية يمكنهما استيعاب جميع مشاريع وأفكار ومقترحات الشباب، مطالبا إياهم بالاستفادة منها والاتصال مباشرة بمسؤولي الإمارة لتقديمها. وأشار أمير مكة، في مستهل حديثه، في أولى جلسات أسبوعيات المجلس الشهرية هذا العام، والخاصة بالشباب في منزله بجدة والمحددة بيوم الاثنين، إلى أن المجالس شهرية موجهة لجميع شرائح المجتمع وفي مقدمتهم الشباب «إن هذه البلاد قيادة وحكومة وضعت الشباب في أولى اهتماماتها لأنكم أبناؤنا ولأنكم مستقبل البلاد ولأننا نريد تأهيلكم لهذا المستقبل تأهيلا مميزا، لأننا جميعا نطمح أن تكون بلادكم في مصاف الدول المتقدمة. واستطرد الفيصل «يسر إمارة منطقة مكة عبر وكالة الإمارة للتنمية والإدارة العامة للدراسات والعلاقات العامة أن تستقبل جميع المبادرات والمقترحات والمشاريع ودعمها وتقدم لها الدعم والمساندة»، مضيفا: يمكن لإمارة منطقة مكة أن تتبنى مشروعا بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام لدعم مشاريع الشباب من الناحية الإعلامية، والدفاع عن الصورة الحقيقية التي تميز الشاب السعودي. محسودون على الإسلام وأضاف أمير منطقة مكةالمكرمة «إن الشعب السعودي غير محسود على الثروة أو على النفط بل محسود على شبابه المتمسك بعقيدته الإسلامية في زمن ظهرت فيه الفتن والقتل، وهذا ما يدفعنا لأن تكون غايتنا ومساعينا ونكون في المقدمة لمواجهة الحملة الشرسة ضدكم في وقت توفرت فيه لكم كل الإمكانات والتسهيلات التي لم توفر لآبائكم من قبل». وزاد الأمير خالد الفيصل متحدثا إلى الشباب «أنتم شركاء في التنمية ونريد أن يكون لكم الدور الأكبر في ظل وجود لجان شبابية في إمارة المنطقة أسست لهذا الغرض». وتداول سمو أمير منطقة مكةالمكرمة مع الشباب القادمين من جميع محافظات المنطقة، واستمع إلى أفكارهم ومقترحاتهم حيال الرؤية الاستراتيجية والمتمثلة في بناء الإنسان وتنمية المكان وشركاء، معتبرا إياها أفكارا ومشاريع خلاقة تمثل الصورة الحقيقية للشاب السعودي العربي المسلم، واعدا بأن تكون كل المقترحات المتداولة محط اهتمام الإمارة ومراكز التنمية المحلية في المحافظات. وعلى صعيد المقترحات والأفكار، طرح الطالب عمر المحمودي في جامعة الملك عبدالعزيز فرع رابغ، تبني مشروع لنقل المجتمع الأصغر من المحيط المحدود إلى المحيط الأشمل وتعريف أهله بالبيئة الخارجية، وأن يكون لمراكز التنمية الاجتماعية دور أبرز في تبني مشاريع الشباب ورؤاهم والأخذ بيدهم لما فيه رفعة المنطقة. فرد الأمير خالد الفيصل بالقول: «أشكر روح المبادرة والمحاولة ومن خلال الإمارة يمكنكم التواصل وسنقدم لكم كل التسهيلات التي من شأنها تبني مشاريعكم ومقترحاتكم». فيما طالب الشاب عبدالعزيز الحميد رئيس اتحاد الطلاب في جامعة العلوم والتكنولوجيا بأن يكون لصوت الشباب صدى لدى الأمانات والبلديات حيال الحفريات في الشوارع والطرقات الرئيسة في محافظة جدة، مشيرا إلى مشروع لدى مجموعة من طلاب الجامعة أخذوا على عاتقهم إبلاغ الأمانة والبلديات الفرعية بمواقع الحفريات لصيانتها، أطلقوا عليه مشروع (صديق لكل حفرة). فأجاب الأمير خالد الفيصل «نحن مستعدون للمساهمة في الفكرة الجميلة ولدينا جهة في الإمارة تتابع هذا الأمر وقد حصرنا مع الأمانة عدد الحفريات في الطرقات ويوجد برنامج لدى الأمانة لحل المشكلة، وهذا لا يمنع تواصلكم مع الإمارة وتزويدها بمواقع الحفريات ومن ثم يتم التواصل مع الأمانة بشأنها». وسائل التواصل من جهته، اقترح الطالب عبدالرحمن صالح السلمي من جامعة المؤسس في الكامل آلية لمحاربة الغزو الفكري الذي يتعرض له الشباب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وأن يكون لوسائل الاعلام دور أكبر في محاربة الأفكار الهدامة التي تستهدف الشباب. وعقب أمير منطقة مكةالمكرمة قائلا: «لا ننكر وجود غزو فكري وهجمة شرسة تستهدف الوطن قيادة وحكومة وشعبا ليس لأنكم سعوديون بل تحطيم الإسلام، إذ لا شغل شاغل لهم سوى دينكم، وهو مصدر عزتكم ورفعتكم، وهذا قدركم أن تسبحوا عكس التيار فالغزو الحالي باسم الديمقراطية في واقعة فكر علماني يعني وجود دولة لا دينية وغايته كسر تمسككم بدينكم، لذا يجب عليكم التصدي لهذه الحرب الشرسة لأني كما ذكرت لكم أنتم شركاء في التنمية». وفي حين، اقترح فيصل الرويس من ثانوية قرطبة بمحافظة الجموم تبني حملة وطنية لتجديد طلاء المباني القديمة في مدينتي مكةالمكرمةوجدة وإيجاد تعاون حقيقي وشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص للتكفل بالحملة وتمويلها، وطرح بسام يغمور تفعيل مجالس الشورى الطلابية في المدارس وأن توجد حاضنات لأفكارهم ومقترحاتهم على مستوى المدارس والمنطقة على حد سواء. وعقب الأمير خالد الفيصل على المقترحين «أفكار خلاقة تدعونا لدراستها مع الأمانات ومراكز المحافظات لتنفيذها والأخذ بها، وجميل أن يكون في المدارس مجالس شورى وكل تلك الأفكار مجال خصب لتفريغ طاقات الشباب والاستفادة من إمكاناتهم». تهيئة الطلاب واتفق كل من متعب العتيبي عضو لجنة الشباب في غرفة الطائف والطالب أحمد الغيث على ضرورة تهيئة الطلاب ونزلاء السجون والمتقاعدين لسوق العمل وتنظيم ورش عمل لتأهيلهم وصولا إلى إيجاد فرص عمل توائم ميولهم الفردية وامكاناتهم، عوضا عن تحفيزهم للانخراط في مجالات الأعمال الحرفية التي ربما يعارضها المجتمع. ورحب الأمير خالد الفيصل بالمقترحين «أفكار جميلة وأمر يرفع الرأس ويجب أن نفكر جديا في تفعيلها إعلاميا ونشرها بين فئات المجتمع ونحن في إمارة المنطقة لا نمانع في تبني مثل هذه الأفكار التي تعكس الصورة الحقيقية عن الشاب السعودي المسلم». وفي جانب مطالبات شباب محافظات المنطقة لتنمية بعض المرافق، طالب الشابان سعد زامل السبيعي، وفراج السبيعي من محافظة الخرمة تطوير الكلية الجامعية ودعمها بأندية رياضية وكليات جديدة، إضافة لإدخال (الترم الصيفي) في الجامعة لتوفير عناء ومشقة السفر إلى الطائف من أجل إكمال الدراسة، كما اقترح فيصل العنزي تطوير الخدمات الصحية في محافظة رنية في وقت وصف المستشفى القائم بأنه لا يواكب تطلعات المواطنين ويحتاج إلى تطوير في الخدمات الطبية والاسعافية، لا سيما أنه يقع على أربعة طرق رئيسية. وردا على مقترحاتهم قال الأمير خالد «نحن في طور تحويلها من كليات إلى جامعات وقد اعتمدنا في كل محافظات المنطقة أراضي للتعليم العالي تترواح مساحاتها بين 37 مليون متر مربع سيتم عليها تحويل الكليات إلى جامعات» وأضاف «أما في ما يخص محافظة رنية فإن ما وصلت إليه أمر رائع وخلال زيارتي الأخيرة لها شعرت بأني أحلق نظرا للتطور الذي آلت إليه في وقت قياسي وستناقش كل الأمور المتعلقة بها مع مجلس التنمية في المحافظة. الصورة الذهنية ودعا الطالب محمد مسلط السبيعي من طلاب مدارس الحرس الوطني إيجاد آلية لتطوير العمل التطوعي وتفعليه بشكل أكبر كذلك تحسين الصورة الذهنية لدى الكثيرين ممن تكونت لديهم صورة سلبية عن العمل التطوعي. وتبنى زامل المانع آلية تقدم الصورة الإيجابية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وأن تقف بصورة أقوى في وجه الصورة السلبية التي يروج لها الكثير من المغرضين عبر مواقع الانترنت. ورحب الأمير بالفكرة مؤكدا على أهمية العمل التطوعي وتفعيله ونقل الصورة الايجابية عنه. واقترح عبدالرحمن محمد آلية لتفعيل الدورات التي يحصل عليها الشباب وذلك بتوفير مجالات لتطبيق ما تعلموه بحيث يعود العمل على المجتمع والمنطقة بالفائدة. وأيد ريان محمد عطية من جامعة أم القرى وجود برامج للتوعية بأهم المشاريع التنموية في المنطقة وما تقدم في مجالي الانسان والمكان، إضافة لتوعية الشباب بأبرز الإدارات المرجعية التي يجب عليهم اللجوء إليها في حال رغبتهم تحويل أفكارهم إلى مشاريع على أرض الواقع. فعقب الأمير خالد الفيصل بالقول «ندرس في لجنة الشباب مع الجهات ذات العلاقة المشاريع المقترحة للوصول إلى خطط تنفيذية تترجمها إلى واقع ملموس». مجلس شباب مكة وفي نهاية الجلسة أوضح وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري أنه يوجد في مجلس منطقة مكةالمكرمة ثلاث لجان: اللجنة الاجتماعية، اللجنة الثقافية، واللجنة الشبابية، وهذه الأخيرة ينضوي تحت مظلتها عدد من الأنشطة التي تكون حاضنة لمشاركة شباب المنطقة، وهي: (أولا) مجلس شباب مكة للتنمية الذي يقدم الدعم لمجلس المنطقة بالأفكار والرؤى والمشاريع التي يحتاجها الشباب، وشارك مجموعة منهم في إعداد تقرير مجلس المنطقة للأربعة الأعوام الأولى من خلال ورش عمل، (ثانيا): ملتقى شباب منطقة مكة وهي عبارة عن تجمع ومسابقات رياضية، ثقافية، سياحية، وعلمية يشارك فيه جميع شباب محافظات منطقة مكة ال12، ويهدف إلى اكتشاف واستثمار كفاءات وطاقات الشباب في العديد من الأنشطة الثقافية، والعلمية، والسياحية، والرياضية، يشارك فيه سنويا 300 ألف شاب، ويحظى بمتابعة 270 ألف زائر على مواقع التواصل الاجتماعي، (ثالثا): لجنة شباب رواد الأعمال وهي تسعى إلى دعم الكفاءات الشابة الراغبة في رعاية واحتضان المشاريع الجديدة، (رابعا): لجنة شباب مكة للإعلام المجتمعي الجديد وهي تستفيد من طاقات وكفاءة الشباب في مجال الإعلام لتحقيق التواصل مع المجتمع وتلمس احتياجاته من خلال رصد وتحليل ما تتناوله وسائل الإعلام المختلفة، (خامسا): جمعية شباب مكة للعمل التطوعي وهي تعتبر الأولى على مستوى المملكة، حيث تقدمت إمارة المنطقة بطلب تأسيسها بعد العمل المشرف الذي قام به الشباب والفتيات إبان كارثة السيول التي وقعت لمدينة جدة 1430ه وما تلاها في عام 1431ه، وتم أخيرا إعلان تأسيس مجلس الإدارة فيها الذي يضم 14 شابا من إجمالي عدد الأعضاء البالغ 21 عضوا، (سادسا): المجالس الأسبوعية، وهو هذا المجلس الذي يضم جميع شرائح المجتمع، حيث يشارك الشباب في جلسة أسبوعية شهرية تعقد يوم الاثنين، وهو لقاء يتم في المنزل الخاص لسمو أمير المنطقة، ويتم فيه تداول الأفكار والاقتراحات. ويقدر الشباب الذين حضروا وناقشوا وطرحوا الأفكار على سمو أمير المنطقة 600 شاب تقريبا، (سابعا): حاضنة المشاريع التنموية للشباب، وهي مبادرة تم تبينها خلال منتدى جدة الاقتصادي بين إمارة منطقة مكة والغرفة التجارية الصناعية وكلية إدارة الأعمال، ويتم حاليا إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية لها.