أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان أهمية موضوع توفير مياه الشرب في جميع أنحاء المنطقة، بوصفه يمس جميع فئات المجتمع، وذلك من خلال الخطط والبرامج الحالية والمستقبلية لوزارة المياه ممثلة بالمديرية العامة للمياه بمنطقة جازان. وشدد سموه على ضرورة التنسيق بين وزارتي المياه والزراعة في تنفيذ المشاريع، وقال «أضم صوتي إلى صوت المواطنين في ضرورة إيجاد حل جذري لمشاكل السقيا، وتنظيمه إلى أن تكتمل مشاريع المياه في المناطق الجبلية». جاء ذلك خلال اللقاء الأسبوعي لسموه بمديري الإدارات الحكومية والمحافظين ورؤساء المراكز ومشايخ قبائل المنطقة الذي عقد بقصر الإمارة في مدينة جازان مساء أمس الأول الثلاثاء، وخصص لبحث الموضوعات المتعلقة بالمياه والخدمات التي تقدمها المديرية العامة للمياه بمنطقة جازان للمواطن والمقيم بمختلف المحافظات. وأشار سمو أمير منطقة جازان لما تحظى به المنطقة من دعم ورعاية من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، في شتى المجالات ومنها مشاريع المياه والصرف الصحي والسدود، مبرزا جهود المديرية العامة للمياه في تنفيذ المشاريع التي تسهم في توفير المياه لمختلف المحافظات والجهود المبذولة لإيصال المياه للقطاع الجبلي من خلال العديد من المشاريع والعمل على توفير السقيا التي يحتاجها المواطن حتى يتم الانتهاء من مشاريع المياه بالقطاع الجبلي. خزانات استراتيجية عقب ذلك استعرض مدير عام المياه بمنطقة جازان المهندس حمزة بن عمر قناعي المشاريع التي نفذتها المديرية العامة للمياه والتي تحت التنفيذ والترسية، موضحا أن المديرية أنهت تنفيذ شبكات مياه بأطوال تجازوت 6000 كيلو متر بمختلف المحافظات وخطوط ناقلة تتجاوز 2000 كيلو متر، إلى جانب تنفيذ 185 ألف توصيلة مياه منزلية وإنشاء محطات ضخ للمياه المحلاة بكل محافظة ومحطات تنقية على السدود وخزانات مياه استراتيجية بسعة إجمالية تبلغ 390 ألف م3 لخدمة المنطقة خلال 30 عاما المقبلة. وأوضح أنه تم مؤخرا ترسية مشاريع خطوط ناقلة لمياه التحلية وشبكات ومحطات ضخ إلى قمم جبال فيفا والدائر بني مالك والعارضة وبدأ تنفيذها فعليا، مبينا أنه مع انتهاء المشاريع الحالية ستكون نسبة التغطية 95% من احتياجات سكان المنطقة من المياه. وأشار إلى أنه يتم حاليا ضخ المياه المحلاة لمدينة جازان ومحافظة فرسان على مدار 24 ساعة دون انقطاع، وبذلك تكون المدينتان الوحيدتان على مستوى المملكة التي تضخ بها المياه على مدار الساعة دون انقطاع، لافتا إلى أن هناك مشروعا لقنوات الري للمزارع الواقعة على مجرى وادي بيش في المراحل الأخيرة من الدراسة بالوزارة وسيكون عن طريق القنوات المغلقة الأنابيب التي ستوصل لتلك المزارع. من جانبه استعرض كل من مدير الصيانة والتشغيل بالمديرية المهندس حسين بن محمد قميري ورئيس قسم السدود بالمديرية المهندس حسن السهيمي إنجازات المديرية الحالية وخططها المستقبلية من المشاريع في مجالات المياه والصرف الصحي والسقيا والسدود. وأوضحا أن هناك عددا من السدود الاستراتيجية منها سد وادي بيش بسعة 193600000 م3 من المياه وهو أكبر السدود في المملكة من حيث الكمية المخزنة به فعليا، كما تم الانتهاء من سد وادي ضمد بسعة 55 م3. احتياج المنطقة ووفقا لدراسة أعدها معهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الاستشارية بجامعة الملك سعود فإن المتوقع بحلول عام 2035م أن يكون الطلب المائي السنوي للأغراض المنزلية هو 148 مليون م3 سنويا، في حين أن إمداد المياه بمنطقة جازان في عام 2009 وقت الدراسة كان 53 مليون م3 من المياه وهو ما يعني أن المنطقة كانت ستعاني من نقص ضخم في إمدادات المياه قدر ب 95 مليون م3 لولا تنفيذ الثلاثة السدود الرئيسة سد بيش، سد جازان، وسد ضمد والتي توفر سنويا 245 مليون م3 من المياه كفيلة بوجود وفرة مائية في المنطقة. كما أن المديرية عمدت إلى الاستفادة من الوفر المائي في تنظيم الري للمزارعين، حيث قامت خلال الثلاثة الأشهر الماضية بضخ 3487500 م3 من سد وادي بيش ليصل إجمالي ما تم تصريفه من السد منذ فتح بواباته إلى 166140509 م3، كما قامت بتصريف 10 ملايين م3 من المياه خلال العام الماضي من سد وادي جازان. نموذج أوروبي في التشغيل والصيانة وتسعى المديرية إلى إحداث نقلة نوعية في إدارة وتشغيل وصيانة السدود عبر تطبيق النموذج الأوروبي الحديث في إدارة السدود وذلك خلال الفترة المقبلة علاوة على تركيب الوزارة لعدد من أجهزة المراقبة في السد وأخرى لرصد السيول من أطراف الوادي قبل وصولها إلى السد بعدة كيلو مترات وغرفة تحكم عن بعد لمراقبة ورصد كل المتغيرات، بالإضافة إلى عشرات الأجهزة الموجودة منذ تنفيذ كل سد على حدة لمراقبة السدود من شتى النواحي الفنية. ووفقا لرؤية مدير عام المياه فإن السدود الاستراتيجية يجري تنفيذ متنزهات سياحية في كل من سد وادي جازان وسد بيش لتكون متنفسا آمنا للمواطنين وهي ما ستحقق أقصى استفادة ممكنة من السدود من شتى النواحي. إثر ذلك فتح باب الحوار والنقاش واستمع الجميع لتوجيهات سمو أمير المنطقة حيال ما تم بحثه من موضوعات خلال اللقاء. حضر اللقاء فضيلة رئيس المحكمة الجزائية بجازان الشيخ علي بن شيبان العامري، مدير جامعة جازان الدكتور محمد بن علي آل هيازع، وكيل إمارة منطقة جازان الدكتور عبدالله بن محمد السويد، وكيل الإمارة المساعد الدكتور عبدالرحمن بن علي ناشب ووكيل الإمارة المساعد للشؤون الأمنية سلطان بن أحمد السديري.