نفى أمين منطقة المدينةالمنورة الدكتور خالد بن عبدالقادر طاهر في حواره ل «عكاظ» أن يكون تنظيم المؤتمر العالمي للبيئة في المدينةالمنورة جاء بسبب ما تردد عن تلوث حمراء الأسد والخليل والمنطقة المركزية، مؤكدا أن المردم الهندسي في طيبة الطيبة يتخلص من النفايات بطريقة آمنة تحافظ على المعايير الخاصة بالبيئة، ما دفع المؤتمر بالتوصية بالتوسع قدما في إنشاء المرادم الهندسية سواء في المدينةالمنورة أو محافظاتها. ما الهدف من تنظيم المؤتمر العالمي للبيئة؟ أمانة المدينةالمنورة تهتم بموضوع البيئة منذ فترات طويلة، لأن المدينةالمنورة تعيش نهضة تنموية مستمرة في جميع المحاور، وأحد أهم مرتكزات الاستدامة أن التنمية تنطلق من حس ومتطلب بيئي يضمن ترشيد الاستهلاك والمحافظة على الموارد البشرية والطبيعية وعدم تلويث البيئة وإبقائها نقية، وهذا الذي يجعلنا نحتضن مؤتمر مهم يتعلق بالبيئة. ماذا عن أبرز المحاور التي تناولها المؤتمر؟ استعرضنا ماجرى تناوله في المؤتمرات السابقة من نجاحات والنتائج الإيجابية، إضافة إلى أن أمانة المدينةالمنورة قدمت أداءها في مجال المحافظة على البيئة، وكان محل قناعة المشاركين في المؤتمر، ونحن في المدينةالمنورة قادرون على أن نقدم مايفيد في هذا الشأن، وناقش المؤتمر 19 ورقة عمل موزعة على العديد من المحاور من قبل 250 مختصا من 40 دولة. ما الفوائد التي خرجتم بها من المؤتمر؟ المشاركة الكبيرة في المؤتمر أكدت دور طيبة الطيبة الحيوي في دعم البيئة وحمايتها، ومن خلال تلك المناسبة وجدنا أن منطقة المدينةالمنورة قادرة على استيعاب التجارب والخبرات والحوارات والنقاشات التي قدمها المشاركون في المؤتمر، إضافة إلى جهودنا في هذا الشأن، وسنسعى لتقديمها للآخرين كنماذج بيئية مثالية لتستفيد منها المدن الأخرى وتبنى عليها. كيف ترد على من يرى أن تنظيمكم للمؤتمر جاء بسبب ما قيل عن تلوث حمراء الأسد والخليل والمنطقة المركزية؟ دعنا ننظر للموضوع من الزوايا الأخرى، فالمدينةالمنورة بشهادة الجهات المختصة فازت بجائزة التميز البيئي في عام 2010 وهذه الجائزة لاتعطى عادة إلا من خلال المنافسة بين المنجزين والمميزين في المحافظة على البيئة، وتقدم بناء على ما تقدمه المنطقة من جهود في هذا لمجال، وحصلنا عليها من هيئة الأرصاد وحماية البيئة، وحصلنا على تلك الجائزة نظير المنجزات المختلفة التي حققناها وكان منها المردم الهندسي، إضافة إلى المعايير والأدوات التي تقدم في العمل البلدي. لكن هناك من يرى أن المدينةالمنورة تعاني من التلوث؟ العالم أجمع يعاني من هذه المشكلة، ولو لم تكن هناك مشاكل بيئية، لما اضطررنا لتنظيم مثل هذه المؤتمرات والملتقيات، والتلوث له تأثيرات سلبية على البيئة بأشكال مختلفة مثل عوادم السيارات وما تنفثه المصانع من أبخرة وغازات، وتنال من نقاء الهواء والماء. هل رصدتم مثل هذه الاشكاليات والسلبيات في المدينةالمنورة؟ نعم، رصدنا في المدينةالمنورة وفي خارجها، ولدينا جهة استشارية مستقلة تعمل مع أمانة المدينةالمنورة ترصد أشكال التلوث وبفضل الله، المؤشرات التي تقدمها لنا هذه الجهة، تؤكد بأن كل الخطوات التي تتخذها الأمانة فيما يختص في التخلص من النفايات تحافظ على المعايير الخاصة بالبيئة، فلا تسبب تلوثا، ودعني أقول لك أن المردم الهندسي الخاص بنا، كان محط إعجاب المشاركين في المؤتمر، ونحن من الجهات القليلة في المنطقة التي تستخدم نظام «الكربون فرديك»، وهو المبادلة على مستوى عالمي في المحافظة على الهواء ونقاوته في منطقة المدينةالمنورة، وذلك بعدم إحراقنا لغازات تكون ملوثة للبيئة، ونحن بفضل الله من بين الأمانات الأكثر محافظة على المعايير البيئية المختلفة. ما الإجراءات التي اتخذتموها لحماية المدينةالمنورة من مؤثرات البيئة؟ ملوثات البيئة متعددة وقد تكون في الهواء أو الطاقة أو في المياه وغيرها، ولكن نحن نعمل ضمن معايير تحمي المصادر الطبيعية من التلوث. ما أبرز التوصيات التي خرج بها المؤتمر العالمي للبيئة؟ خرجنا بعدد من التوصيات أهمها المضي قدما في التوسع في إنشاء المرادم الهندسية سواء في المدينةالمنورة، أو في محافظاتها، إضافة إلى الحفاظ على الطاقة، وهو شكل من أشكال المحافظة على البيئة، ونتوجه الآن في المدينةالمنورة لاستخدام الطاقة الشمسية في الإنارة، بدءا من حديقة الملك فهد المركزية، حيث ستضاء بالطاقة الشمسية، وسنتوسع في المشروع من خلال ترشيد الاستهلاك. كيف سيكون هذا التوسع؟ سنعمل على تطبيق الاشتراط بوضع العزل الحراري في المباني الحديثة من خلال نوعية مواد البناء، واطلعنا على الخطوة من خلال تجارب الآخرين في المؤتمر وعرفنا جدواها، وامكانية الاستفادة منها. ما المشاريع التي بحثتموها في المؤتمر لصالح مشاريع الأمانة؟ نحن بصدد تسجيل شراكة في مجال المباني مع إحدى الجهات العالمية في المؤتمر بهدف تبادل الخبرات وإيجاد شراكة مع الجهات المتمرسة في الشأن، ضمن سعينا نحو المحافظة على البيئة والطاقة المتجددة وكل هذا سيتبلور في الفترة المقبلة إن شاء الله. كيف ستتمكن أمانة المدينةالمنورة من استخدام الطاقة الشمسية دون تهيئة الكوادر القادرة على تنفيذ المشروع. لدينا اتصال وتعاون بمدينة مصدر في أبوظبي في الإمارات العربية المتحدة وهي من المراكز الأقليمية التي لها نجاحات وتجارب جيدة في مجال الطاقة المتجددة تحديدا، وهنا في المملكة لدينا مدينة الملك عبدالله للطاقة بها اتصال لبناء الخبرات كما أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لديهم معهد للطاقة، بإمكاننا الاستفادة من خبراتهم وسوف نضع برنامجا تدريبيا للجهات المختصة في الأمانة، خصوصا إدارة الإنارة للتعرف على هذه التقنيات، وبالتالي نضع خطة زمنية للتحرك بهذا الاتجاه بشكل يرشد الطاقة ويحافظ على البيئة. ما أبرز مشاريعكم في الفترة المقبلة، في استخدام الطاقة البديلة، والمحافظة على بيئة نظيفة في منطقة المدينةالمنورة؟ **سنطلق برنامجا قريبا يختص في تدوير وفرز النفايات، وأيضا باستخدام الطاقة البديلة في المنازل وفي الدفايات الخاصة بالمياه. ما الرسالة التي توجهها للمواطن في ختام هذا الحوار؟ المواطن أحد ركائز المحافظة على البيئة، ومهمتنا توعيته في هذا الشأن، وتعريفه بإيجابيات وفوائد المحافظة على البيئة سليمة.