فوجئ عدد من سكان حي السلامة (شمال جدة) من إغلاق غالبية الصيدليات الواقعة قربهم خلال ساعات الصباح الباكر، مشيرين إلى أن ذلك يفاقم معاناتهم خلال بحثهم عن العلاج. وفي حين طالبوا بإلزام بعض الصيدليات بالعمل على مدار الساعة، أكد مصدر في «الصحة» أن مهمتهم تنتهي بمنح التصاريح اللازمة للصيدليات وليس مراقبة العاملين فيها. وفوجىء يحيى عسيري بإغلاق أكثر من 20 صيدلية في حي السلامة منذ صلاة الفجر وحتى الثامنة صباحا، أثناء بحثه عن علاج لزوجته التي كانت تعيش وضعا صحيا حرجا. واستغرب توقف تلك المرافق الهامة عن العمل لساعات طويلة، على الرغم من حاجة الناس الماسة لها، مشددا على أهمية إلزام جزء منها للعمل 24 ساعة لاستقبال الحالات الطارئة. وقال: «أصيبت زوجتي مع وقت الفجر بارتفاع في درجة الحرارة وسعال حاد، فتحركت على الفور بمركبتي إلى أقرب صيدلية لشراء علاجها بعد أن نفد، بيد أني فوجئت أنها مغلقة، وتوجهت إلى أخرى لأكتشف أنها مثل سابقتها، حتى مررت على 20 صيدلية في حي السلامة كانت خارج نطاق الخدمة»، مشيرا إلى أنه عاش وضعا عصيبا واضطر إلى التوجه إلى أقرب صيدلية في أحد المستشفيات المجاورة لطريق الملك. وبين أنه وصل لإحدى الصيدليات المفتوحة بعد نحو ساعتين، مبينا أنه شرح للصيدلي مشكلة إغلاق صيدليات السلامة، فأخبره عن وجود خلل لا يعرفه، خصوصا أن غالبية الصيدليات تناوب لمدة 24 ساعة. وذكر عسيري أنه عاد إلى زوجته ووجدها في حال يرثى له، متمنيا تدارك الوضع سريعا، لا سيما أن الجميع ليس لديهم سيارات تنقلهم من صيدلية لأخرى بحثا عن العلاج. واتفق سالم سعيد مع عسيري فيما ذهب إليه حول إغلاق الصيدليات في حي السلامة في أوقات مهمة، ما يعرض المرضى لمواقف حرجة، مشددا على أهمية إيجاد الحلول لها، وإلزامها بالعمل على مدار الساعة حتى تقدم خدماتها للمحتاجين. وقال: «دائما ما اصطدم بإغلاق الصيدليات صباحا في حي السلامة، ما يدفعني للتوجه إلى الأحياء المجاورة»، متسائلا عن الوضع الذي سيعيشه الذين لا يمتلكون سيارات تنقلهم إلى الأحياء المجاورة بحثا عن العلاج. وعلى خط مواز، اكتفى مصدر مسؤول في وزارة الصحة بالقول إن مهمتهم تنتهي بمنح التصاريح اللازمة للصيدليات، مشيرا إلى أن عملها ل24 ساعة عائد لصاحب الصيدلية، «هو من يحاسب العاملين لديه وليس الصحة»، لافتا إلى أن مهامهم تنحصر في نقاط معينة مثل التصاريح ومراقبة الأدوية «وليس مراقبة العاملين في الصيدليات».