إن جوائز الدنيا مهما عظمت فهي بجانب جوائز السماء ضئيلة لا تقارن، وجوائز السماء لوطننا لا يمكن أن نحصيها. لقد رفعنا أكف الضراعة ندعو الله أن يمن على خادم الحرمين الشريفين بالشفاء، وأن يمن علينا بنعمة الأمن والاستقرار في ظل حكمه الرشيد، فكانت استجابة المولى عز وجل هي إحدى جوائز السماء للوطن. إن نجاح العملية الجراحية هي نعمة أنعمها الله عز وجل على خادم الحرمين الشريفين - ألبسه الله ثوب الصحة والعافية - وهي في نفس الوقت منحة إلهية للوطن كي يواصل مسيرة النهضة في ظل حاكم لا يشغله إلا رفعة الوطن وتحقيق تطلعات المواطن نحو حياة كريمة رغدة في بلد يتمتع بالأمن والرخاء. حاكم يعتز به وطنه، وكيف لا وقد تم اختياره كشخصية هي الأكثر تأثيراً في العالم الإسلامي، وذلك من بين 500 شخصية إسلامية للعام 2012، وذلك للعام الرابع على التوالي، بواسطة المركز الملكي الإسلامي للدراسات الاستراتيجية في الأردن. حاكم يتبع سياسة حثيثة ومدروسة لتطبيق المعايير الدولية لحقوق الإنسان، دون تجاهل مخل أو مزايدة ممجوجة، وفي توازن دقيق يحافظ على خصوصية الدولة في نفس الوقت الذي يحترم فيه حقوق الإنسان، فيفوز بجائزة الإنسان العربية الدولية لعام 2011، وهي جائزة دولية سنوية وُضعت لتكريم جهود الدول والمؤسسات والمنظمات والأفراد الذين ساهموا بفاعلية في مجال تعزيز حقوق الإنسان. حاكم يحرص على ربط الحداثة بالأصالة، ويؤمن بأن الحاضر ما هو إلا وليد الماضي بكل ما فيه من معطيات ورموز وإنجازات، وهو ما انعكس في اهتمامه بإقامة مهرجان الجنادرية السنوي للثقافة والتراث، والذي يدعى إليه كثير من الأدباء والعلماء في العالم العربي والاسلامي والعالمي. حاكم يثمن المعرفة، ويدرك قيمتها، فيطلق مبادرة لدعم المحتوى الرقمي وتسخيره لدعم التنمية وللتحول إلى مجتمع المعرفة، وهي مبادرة تتضمن بناء مدونة عربية تحتوي على ما كتب بالعربية في مختلف التخصصات خلال 1500عام ، فضلا عن إتاحة محتوى الدوريات العلمية العربية الصادرة عن مختلف القطاعات، وإثراء المحتوى العربي في الكتاب الرقمي باستخدام محركات البحث، وكذلك الكتاب العربي سواء الكتاب التعليمي المنهجي أو المتخصص. حاكم يدرك قيمة العلم في بناء النهضة، فتتوسع في عهده المبارك برامج الابتعاث للخارج، وتؤسس أكبر جامعة في العالم الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا في ثول بمحافظة جدة، كما تؤسس جامعات جديدة في المدينةالمنورة وتبوك وحائل وجازان والطائف والقصيم والجوف والباحة وأبها والمجمعة والخرج وشقراء. حاكم شهد عهده المبارك الإعلان عن مشروعات اقتصادية ضخمة، منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وعدد من المشروعات المشتركة مع دول العالم في مجالات الطاقة والصناعة، والإعلان عن طرح مصرف الإنماء برأس مال أربعة مليارات من الدولارات، يطرح 70% منها للاكتتاب العام للمواطنين، وطرح مشروع إنشاء سكك حديدية لربط الشمال بالجنوب، وربط مكةوجدةوالمدينةالمنورة وربط الشرق بالغرب، والإعلان عن إنشاء صندوق استثماري لذوي الدخل المحدود دون رسوم إدارية، ويقدم ضمانا لحفظ المال في حالة الخسارة، وإطلاق نظام للقروض السكنية للموظفين والمتقاعدين، هذا فضلا عن ما اتخذ من خطوات إصلاحية اقتصادية في سوق المال السعودي. حاكم يضع الأمن الغذائي للوطن نصب عينيه، فيطلق مبادرة للاستثمار الزراعي السعودي في الخارج، تستهدف المساهمة الفاعلة في تحقيق الأمن الغذائي الوطني والعالمي، اعتمادا على المستثمر الزراعي السعودي كشريك أساسي في إنجاح المبادرة وتحقيق أهدافها، من خلال بناء شراكات تكاملية مع الدول التي تتمتع بمقومات وتمتلك إمكانات زراعية عالية في مجال تنمية وإدارة الاستثمارات الزراعية في المحاصيل الزراعية الاستراتيجية. حاكم يدرك قيمة التضامن والوحدة فيطلق مبادرته العبقرية للتحول إلى الاتحاد الخليجي، ويتبع في ذلك نهجا أصيلا في ديننا يدعو إلى الوحدة ويذم الفرقة. وهي خطوة طال انتظارها، لا يقدم عليها إلا صاحب فكر ثاقب ورؤية تعلو بالمصالح العليا فوق كل اعتبار، في عالم متلبّد بالصراعات، يتحول إلى تكتلات عملاقة في إطار العولمة، ولا مكان فيه ولا مكانة لغير الأقوياء. حاكم مهموم بما يتعرض له الإسلام من اتهامات ظالمة فيطلق مبادرته للحوار بين أتباع الديانات والحضارات، لتكشف الوجه الحقيقي للإسلام، وتنفي شبهة الإرهاب عن المسلمين، وتعيد بناء العلاقات الإنسانية على أسس العدالة والتسامح والتعايش السلمي بين الجميع، وتعيد بناء الثقة بين العالم الإسلامي والآخر. حاكم أجرى تعديلا تاريخيا في فقرة من فقرات النظام الأساسي للحكم بإنشاء «هيئة البيعة» كضمان بإذن الله لاستقرار الحكم في البيت المالك، ولانتقال السلطة بيسر وسهولة. إن واحة الأمن والأمان في ظل حاكم راشد هي إحدى جوائز السماء للوطن، فليهنأ الجميع بجوائز السماء، والحمد لله رب العالمين. * أستاذ المعلومات جامعة الملك سعود عضو مجلس الشورى