أجمع المشاركون في تأبين الشاعر الراحل عبدالرزاق الزهراني «أبو رزق»، مساء الثلاثاء الماضي، في قاعة جمعية الثقافة والفنون بالباحة، على تفرده وفراسته وسرعة بديهته، ما مكنه من وضع بصمته الخاصة على نصوصه وأقواله وقصائده المتداولة بين الناس. واعتبر المؤرخ محمد ربيع الغامدي، في ورقته «أثر البيئة في شعر أبي رزق»، أن الشعر الشعبي لا يخرج عن إطار اللغة، إذ أنه لغة خطاب ولغة ثقافة، لافتا إلى التغيرات والأحداث المتزامنة مع ولادة الشاعر وفترة شبابه وتضافرها في خلق كائن مختلف عن أقرانه. وأضاف أن قيادة «أبو رزق» للسيارة تعد من أهم محطات عمره؛ لأنها أطلعته على بلدان كثيرة، وكذلك الإذاعة السعودية. بدوره، تناول الشاعر غرم الله الصقاعي الشخصيات الأسطورية في التاريخ العربي وحضورها في الذاكرة الشعبية، من خلال ورقته عن «النص الموازي»، مستعيدا جرأة وطلاقة لسان أبي رزق وسرعة بديهته وقدرته على تحويل العادي إلى مدهش. ومن جهته، استعاد الشاعر الدكتور عبدالواحد الزهراني جانبا من سيرة المبدع وعلاقة الإبداع بالألم والمأساة، كونها تفجر مكامن الموهبة، فيما أبدى الشاعر محمد بن حوقان إعجابه بشخصية أبي رزق وغلبة الحكمة على أقواله وأشعاره، حاكيا جانبا من العلاقة الشخصية معه. وتحدث الشاعر أحمد الدرمحي عن تأثير مدرسة أبي رزق على الشعراء بعده، كونه لفتهم إلى جوهر اللغة وفن التعبير عن الأشياء. وقارن الشاعر إبراهيم الشيخي بين طموح المتنبي وأرقه واعتداده بتجربته، وبين أبي رزق المعروف بكبريائه وثقته بنفسه وتملكه موهبة النقد الساخر وتمريره في سياق تعبيري عميق وغير جارح. من جهة أخرى، اعتبرت جمعية الثقافة والفنون بالباحة، في بيان لها، أن حادثة تمزيق عميد كلية العلوم والآداب في بلجرشي لأعمال الطالبة هند الغامدي تدعو إلى إلقاء نظرة أكثر شمولية على ثقافة المجتمع، معربة عن أملها في تغيير النظرة القاصرة لدى بعض الأفراد، وعبرت عن استعدادها استضافة معرض وأعمال هند الغامدي وتوفير كافة الترتيبات المطلوبة لذلك. يشار إلى أن عميد كلية العلوم والآداب في بلجرشي الدكتور ناصر الغامدي كان قد مزق رسومات الطالبة هند الغامدي، لاعتباره إياها خادشة للحياء، وعلى أثر ذلك أصدرت جامعة الباحة بيانا اعتذرت فيه للطالبة وأسرتها، مؤكدة خطأ تصرف الدكتور الغامدي الذي اعتذر بدوره للطالبة مبديا أسفه على ما حدث.