أجمع عدد من العلماء والمسؤولين وممثلي الأديان في العالم على أهمية مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار، الذي افتتح أمس الأول في فيينا، في تعزيز قيم الحوار والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات في العالم، وأعربوا عن أمنياتهم أن تصل رسالته إلى جميع الشعوب، واعتبروه حدثا تاريخيا سيؤثر في مسار التقارب بين المجتمعات والثقافات، مشيرين إلى أن أهميته نبعت من كونه صادرا عن المملكة. وأكد سفير المملكة في الأممالمتحدة يحيى المعلمي أن افتتاح المركز مناسبة هامة وفتح جديد في مجال الحوار العالمي بين أتباع الأديان، وقال «هذا الحدث سيسجل تاريخيا، خصوصا أن خادم الحرمين الشريفين جعل من عهده طريقة للحوار والتسامح والانفتاح على الآخر بالزيارات التاريخية للفاتيكان ودعوات الحوار والتقارب بين الشعوب»، مؤكدا أن مسيرة خادم الحرمين الشريفين مليئة بالإنجازات على مستوى العالم. رؤية خادم الحرمين ومن جهته، أشار نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد الجفري إلى أن حلم الملك عبدالله بن عبدالعزيز أصبح حقيقة بتدشين المركز العالمي للحوار بين أتباع الأديان، مضيفا أن المركز سيؤطر للحوار في العالم بين أتباع الأديان والثقافات، واستطاع خلال الخمس سنوات الماضية أن يمهد السبل والظروف السياسية والاجتماعية والإنسانية لحوار حقيقي وهادف بين أتباع الأديان السماوية، لافتا إلى تحقق رؤية خادم الحرمين الشريفين الرامية إلى إيجاد حوار وتفاهم بين كل الأطراف، وقال «الحوار طريق سعادة ونمو الإنسان في كل مكان وليس الاختلاف». وبدوره، كشف عضو مجلس إدارة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الدكتور حمد الماجد عن أن حضور الدول المؤسسة للمركز، وهي المملكة وإسبانيا والنمسا والقادة الدينيين للأديان وعدد كبير من المؤسسات الدينية الكبيرة مثل الفاتيكان وغيرها، دليل على نجاح المركز رغم أنه ليس المركز الحواري الوحيد في العالم، مشيرا إلى أن أهميته نبعت من كونه صادرا عن مبادرة من قلب العالم الإسلامي المملكة العربية السعودية، وقال «أتوقع أن يحقق المركز الخير لأتباع الأديان، ونحن في المركز لا نناقش ذات الأديان، بل ما يشاع بين الناس ومحاولة فهم الآخر والتعرف عليه وإزالة سوء الفهم والجهل به»، وأضاف أن «المركز يعمل لخير البشرية، ومنها الأمور المشتركة مثل البيئة والقيم الأسرية ومحاربة الشذوذ»، وأكد أن المركز يسعى لنزع فتيل المشاكل الدينية التي تجري في عدد من الدول، وبخاصة في العشرين سنة الماضية، مضيفا أن المركز ينطلق من منطلقات دينية، ويمنع القتل باسم الدين والعنف، والمهم هو التفاهم المشترك وتعزيز الأمور المشتركة بين الأديان، ولفت إلى أن المؤسسات الدينية في العالم رحبت بالمركز عقب تأكدها من صدق النوايا وإخلاصها لتحقيق رؤية ملك الإنسانية. تخفيف الاحتقان في السياق نفسه، أشار الشيخ صالح المغامسي إلى أن المركز يأتي لنفع الناس والإسلام والأقليات المسلمة في كل مكان، وتوضيح أن الإسلام جاء للرحمة والعطف على الناس، وليس كما تروج الصورة السلبية المأخوذة عنه في أوروبا وغيرها من البقاع. وأضاف أن المركز يسعى إلى تعريف الناس بالإسلام ورسالته الخالدة، وهناك قواسم مشتركة بين البشرية لا تتعارض مع الدين وجميع رسالات الأنبياء جاءت للرحمة بين الناس، موضحا أن المركز سينظم ندوات ومؤتمرات في أماكن متفرقة من العالم لتخفيف الاحتقان وإزالة الصورة السوداوية عن الإسلام والمسلمين والبعد عن الكراهية والإقبال على الإسلام. ومن ناحيته، اعتبر عضو هيئة حقوق الإنسان الدكتور عبدالعزيز الفوزان مبادرة الملك عبدالله خطوة واقعية وموفقة للحوار بين أتباع الأديان وإدراك عميق لواقع العصر المعايش وتوضيح ما لدى المسلمين من قيم نبيلة وأهداف سامية لإسعاد البشرية والتأكيد على أن المسلمين أمة خير ومحبة وسلام وتواصل مع العالم أجمع، مشيرا إلى ضرورة مخاطبة العالم بلغات عدة بغية الوصول إلى حوار إيجابي حضاري بناء وتوضيح حقيقة الإسلام والبعد عن الدعايات المغرضة للإسلام ومنع محاربة الرموز الدينية والإسلامية بشكل خاص، قال «أعتقد أن المركز سيكون منارة حقيقية للعالم في هذا مجال إشاعة التسامح وتقبل الآخر». تعزيز دور المركز بدوره، أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد السلطان أن المركز يمثل انطلاقة حقيقية للحوار العالمي ومناقشة كل القضايا بحرية بين أتباع الأديان والثقافات، مشيرا إلى وجود دعم من جميع المراكز الحوارية والأممالمتحدة في هذا الصدد، وأضاف أن مشاركة ممثلين عن جميع الأديان والطوائف والشخصيات الرسمية في افتتاح المركز في قلب أوروبا (فيينا) يؤكد على مفاهيم عديدة، مؤكدا أن المركز سيقوم بدوره العالمي بشكل مميز. في السياق نفسه، أكد أمين عام اللجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار الأمير حارس شهاب أن مركز الملك عبدالله العالمي للحوار يعد خطوة إيجابية في ضوء ما يشهده العالم الآن من عنف وصرعات في أماكن متعددة، وقال «لا بد من تعزيز دور المركز بشكل كبير ومساندته لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين التي انطلقت من مكةالمكرمة ثم الأممالمتحدة وجنيف ومدريد والآن في فيينا».