تعتبر نسبة الحوادث المرورية في المملكة من أعلى النسب في العالم، كما تعتبر شبكة الطرق لدينا بين الأخطر عالميا. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن سكان المملكة معرضون للموت بحوادث السيارات أكثر من ثماني مرات من نظرائهم في بقية العالم!! الإحصائيات الحكومية، أي أكثر من 7000 حالة وفاة في السنة الواحدة، هذا بالإضافة لعشرات الآلاف من المعاقين، ومئات الآلاف من المصابين!!! هذا الرقم يعتبر كبيرا جدا بجميع المقاييس بالنسبة لعدد السكان الذي لا يتجاوز 28 مليون نسمة، فإن أمريكا التي يبلغ عدد سكانها 330 مليون نسمة، لم يتجاوز عدد قتلاها 7000 قتيل في حربها في أفغانستان والعراق خلال عشر سنوات..... فهل نحن في حالة حرب؟ الحقيقة الرقم كبير جدا ومخيف للغاية، وخصوصا إذا علمنا أن هذه الارقام تتزايد بنسبة 10% سنويا. لقد نشرت هذه الأرقام بمناسبة مؤتمر (جلف ترافيك) أي مرور الخليج، في أبو ظبي، مما يدق أجراس الإنذار لهذه الظاهرة الخطيرة والتي تحتاج إلى إيقاظ المسؤولين عن المرور في دول الخليج لاتخاذ الإجراءات الفورية والعاجلة لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة والمتفاقمة. الحقيقة أن هناك حالة انفلات مروري لدينا، ونقص كبير وواضح في عدد رجال المرور وتواجدهم بالرغم ما توفره الدولة من إمكانيات هائلة لهذا القطاع، وبالرغم من استعمال التقنيات الحديثة، إلا أن النتائج في مراقبة وضبط حركة المرور غير متناسبة مع تلك الإمكانات، فما هو السبب؟؟ تنفق المملكة سنويا أكثر من 23 مليار ريال سنويا على إدارات حوادث السيارات، كما أن التكاليف الطبية للمصابين في حوادث الطرق تزيد على المليار. هذا غير المآسي والآلام التي تتسبب فيها تلك الحوادث لأهالي وأصدقاء المتوفين والمعاقين والمصابين. فهل يمكن التخفيف من هذا النزيف المستمر والمتزايد في الأنفس والأموال؟؟؟ فبالرغم من تركيب 1600 جهاز لالتقاط الصور ومراقبة السرعات في المدن الرئيسية، إلا أن الوضع لم يتحسن، بالعكس فإن نسبة الحوادث لا زالت في ازدياد. يقول الخبراء إن العامل الأساسي في حوادث الطرق هو ضعف الرقابة والمتابعة من قبل رجال المرور وضعف الوعي المروري والتدريب لديهم، بالإضافة السلوكيات المتهورة والطائشة لدى السائقين الشباب، وضعف الوعي والتدريب لدى السائقين المستقدمين من الدول الفقيرة، كما أن غياب انضباط السائقين بالممرات الخاصة بهم والانحراف المفاجئ يمينا ويسارا، وعدم الاكتراث أو المعرفة بالإشارات المرورية المختلفة وأولويات وآداب المرور. هذا يستلزم جهدا مضاعفا من رجال المرور ومن جميع فئات المجتمع لوقف هذه المجزرة التي تحدث من حرب الشوارع والطرقات لدينا، فقد طفح الكيل.