تشهد جدة حراكا لافتا في بنيتها التحتية، وتعطي انطباعا أن ثمة خططا مطروحة تهدف لتحقيق تطلعات ساكنيها وزوارها. المسألة هنا لا تتعلق بمشاريع، وإنما بكيفية ترجمتها على أرض الواقع لتلبي احتياجات واهتمامات المواطن. ولذا من باب الإنصاف، أقول إن من يتجول في جدة يوقن أن هناك ورشة عمل وحركة دائبة يلمسها في جسور وحدائق وطرق وأعمال تندرج في إظهار الوجه الحقيقي لعروس البحر الأحمر. ولعل أهم المنجزات التي ينتظرها أهالي جدة هو مشروع الواجهة البحرية الذي يعد في تقديري ومن خلال إطلاعي، أنه يعكس فكرا حضاريا وهو بمثابة توفير قنوات ترفيهية لزائري وقاطني جدة، تعكس بجلاء حسن التخطيط والتصميم والتنفيذ لمشروع إنساني وحضاري يليق بمكانة هذة المدينة السياحية. غير أنني وكلمة حق أطرحها هنا، أنني شعرت بأن هناك انتقادا غير موضوعي تجاه المشروع من قبل البعض بسبب تأخر افتتاحة لمدة شهر، رغم أنني أعلم أن هناك أسبابا خارجية لاتتعلق بالمشروع. وأنا على يقين بأن أمانة جدة وعلى رأسها معالي الأمين تحرص على إنجازه بشكل يليق بمكانة جدة. هذا المشروع لم يكن ليتحقق لولا توجيهات وحرص أمير المنطقة، ومحافظ جدة، والجهود الجبارة لأمين جدة. ولذلك فإنني أرى أن هذا المشروع يحتاج من أجل تحقيق أهدافه أن يتوفر الدور التكاملي مابين القطاع الحكومي والمواطنين بما يحقق المحافظة على هذه المكتسبات، لاسيما أنه أصبح متنفسا حقيقيا لكل من يزور كورنيش جدة. ومع تقديري لدور الأمانة في إنجاز المشروع إلا أن المؤمل أن تتوج نجاحاتها بمتابعة المشروع في مجالي الصيانة والتشغيل، وذلك بتكليف شركات متخصصة للقيام بهذا العمل، ومع ذلك فإن نجاح معادلة هذا المنجز الحضاري لا تكتمل إلا بوعي المواطن، ومساهمتة في صون مقدرات هذا البلد ومكتسباته. * رئيس مركز ارك للدراسات والاستشارات