دائما ما تشتكي أمانات المدن والبلديات الفرعية، وخصوصا أمانة جدة، من مشكلة الأحياء العشوائية، حيث تروج أمانة جدة وكذلك أمانة مكة في الآونة الأخيرة أنها تخوض حربا لا مساومة فيها ضد العشوائيات، وكل هذا كلام جميل من الناحية النظرية؛ لأنه لا يمكن بناء مدن وفق أحدث المقاييس العصرية في ظل وجود أحياء عشوائية، ولكن ماذا لو علمنا أن الأمانة هي السبب الأساسي في تحول الأحياء التي تم تخطيطها حديثا إلى أحياء عشوائية. منذ أكثر من عام، وجدت نفسي في منتصف معركة مراسلات إلكترونية ساخنة بين أحد الإخوة الكرام (من سكان حي طيبة 5 الواقع في منطقة الرحيلي في جدة التابعة لبلدية ذهبان الفرعية)، فقد أرسل المواطن نسخة من شكوى أهالي الحي إلى المسؤولين في أمانة جدة إلى العبد الفقير، فقام المسؤولون في أمانة جده بإرسال نسخ من ردودهم على المواطن إلي، وهكذا كنت أتفرج بذهول على العجز التام الذي تواجهه أمانة جدة في التصدي لمأساة تحول هذا الحي إلى حي عشوائي رغم أنف الجميع، واليوم أتمنى لو سربت هذه المراسلات إلى قناة العربية؛ كي تبثها مثلما بثت الرسائل الإلكترونية لبشار الأسد. تقول الشكوى الأولى التي وجهت لمعالي الأمين أن هذا الحي تمت دراسة مخططاته من قبل أمانة جدة، ولم يتم الفسح إلا بعد أن تأكدت الأمانة من أن الأخطاء السابقة لن تتكرر، ولكن الحي اليوم لا توجد به إنارة داخلية، ليس به تصريف للسيول، لا توجد فيه تمديدات للصرف الصحي، الشركة التي أرست عليها شركة المياه بمئة مليون ريال سوف تقوم بتركيب الشبكة على نفقة المواطنين!، انتشار العمالة المخالفة في الظلام الدامس ما يسبب مشاكل أمنية كثيرة حيث لا تدخل الدوريات الحي، وجود مخلفات كثيرة تم رميها في الأراضي الفضاء، وانتشار البعوض في كل أنحاء الحي!. ماذا بقي كي لا نقول عن هذا الحي إنه عشوائي؟، عموما.. قام الأمين بتحويل الشكوى إلى مسؤول آخر تابع هذه الشكوى باهتمام مع بلدية ذهبان ومع المواطن (الذي نشب في حلوقهم)، ولكن لم يطرأ أي تقدم ملموس على الحي، باستثناء نقل جبال من المخلفات الموجودة في الحي وإرسال صور هذه العملية الجبارة إلى المواطن. بعد عام من الرسالة الأولى، أرسل المواطن (النشبة) إلى معالي الأمين صورا حديثة لجبال جديدة من المخلفات، مؤكدا أنه إضافة إلى المشاكل السابقة التي تفاقمت وتشعبت طرأت مشكلة جديدة تتمثل في الكلاب الضالة التي وجدت في هذا الحي مرتعا لا مثيل له، كما قام بإرسال صور تكشف أن المواطنين قاموا بتشجير الحي، في محاولة يائسة لمنع إلقاء المخلفات إلى بيوتهم، بعد أن قالت البلدية إنها لا تملك أدوات التشجير!. يا سلام.. ظلام دامس، عمالة مخالفة، مستنقعات نتنة، جبال من النفايات، بعوض، وكلاب ضالة.. ألا توافقونني الرأي بأن العشوائيات القديمة كانت أفضل حالا؟!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة