من السهل أن نتحدث عن القيم الرائعة والأخلاق النبيلة والتعامل الواعي مع المستجدات في حياتنا وأن نتسامى وننظر للأعلى وللأمام دائما. كل هذا التنظير سهل، وسهل جدا طالما أنه في إطار حدوده (الكلام) الذي غالبا ما يتبخر بمجرد أن يصطدم بجدار الواقع الصلد. البروفيسور طارق الحبيب استشاري الطب النفسي وصاحب الحضور الاجتماعي والإعلامي الذي يقدم من خلاله المحاضرات والدروس حول مهارات التعامل مع الضغوط النفسية وكل ما يتعلق بالطب النفسي بشكل عام، هذا الرجل تعرض لمصيبة قاسية خلال الأيام الماضية عندما قامت سيارة متهورة بالاصطدام بسيارة عائلته وتعرض ابنه الوحيد لإصابات جعلته بين الموت والحياة حيث لايزال في غرفة العناية المركزة وبوضع نسأل الله أن يبدله إلى ما هو أفضل منه عاجلا. على الرغم من كل شيء يظل طارق الحبيب الأب المكلوم الذي تتفتت كبده على فلذتها وتمر عليه الثواني كجنازير متوحشة لكنه لم يكن كذلك أبدا في ردة فعله وتماسكه وقوة إيمانه وإعطائه درسا عمليا للآخرين في كيفية إدارة المصائب والتعامل معها. في كل تفاصيل وجزئيات الحادثة كان البروفيسور طارق الحبيب ينظر للجوانب الإيجابية ويتحدث عن : التفاف المحبين حوله والدور الإيجابي للشباب الذين لا يعرفهم وقاموا بمتابعة السيارة الهاربة والجهد الطبي لكوادر المستشفى المنوم فيه ابنه وانعكاس الحادثة عموما بشكل إيجابي عليه وعلى ابنه سواء كتبت له الحياة من جديد أو انتقل إلى رحمة الله.. تضيق المساحة لو أردت أن أستعرض ما قاله الرجل عن هذه القضية وما طبقه فعلا مما يدعو له دائما، لكن رسالته الإيجابية الواعية وصلت للجميع.. شكرا بروفيسور طارق الحبيب، وطمأنك الله على عبد الإله وشفاه لك.