أكد ل «عكاظ» عدد من المسؤولين والمثقفين أن كلمة نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بمناسبة اليوم الوطني للمملكة، احتوت على مضامين قوية لتأكيد أهمية اللحمة الوطنية وتماسك المجتمع ضد أي عابث أو حاقد والتحذير من الفتن والقلاقل، والحرص على أمن واستقرار الوطن لمواصلة مسيرة التطور والنماء فيه، بمشاركة المواطن، مشيرين إلى أن كلمة سموه تؤكد المكانة الرفيعة للمملكة على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وقال عضو مجلس الشورى الدكتور طلال بكري أن كلمة نائب خادم الحرمين الشريفين تجسد مكانة المملكة على الصعيدين المحلي والعالمي، وتؤكد أنها من الدول التي ينظر لها بأنها كيان واحد وأن أسس توحيدها جاءت من خلال الحكم بشرع الله تعالى وسنة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. وقال: اليوم الوطني علامة فارقة في تاريخ المملكة، ففيه نستلهم العبر، ونستذكر تلك الملحمة البطولية التي نسج خيوطها الذهبية الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ورجاله الأبطال طيب الله ثراهم أجمعين. بلادنا محط أنظار العالم: وأضاف كنا شعوبا وقبائل متفرقين فأصبحنا اليوم أخوانا، يعيش الوطن وشعبه ثمار ذلك الرجل العظيم ومن بعده أبناؤه الذين حافظوا على هذه المنجزات، وأضافوا إليها الشيء الكثير لتصبح بلادنا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله محط أنظار العالم بأسره لما تتمتع به من ثقل سياسي وقوة اقتصادية عالمية، وفوق ذلك كله ما تبذله الدولة من جهود جبارة في خدمة الحرمين الشريفين ودورها المميز في التقاء الحضارات ونبذ أساليب العنف بين أتباع المذاهب وبين أتباع الأديان. من جانبه قال الدكتور محمد آل ناجي: ذكر نائب خادم الحرمين الشريفين في كلمته أن «الإنسان هو الثروة الحقيقية للوطن، وهو جزء أساس في مسيرة التنمية التي لا يمكن أن تكتمل إذا لم تحقق للمواطن ما يصبو إليه من رقي وتقدم في ظل أمن واستقرار يدعم هذه التنمية» مشيرا إلى أن هذا يعني أن الإنسان السعودي استثمرت فيه الدولة وطورته، مما عاد عليها بالنفع في النهوض بالحركة العمرانية والتنمية في كافة أقطار المملكة. تطور الإنسان السعودي: وأكد أن الإنسان السعودي يعد رأس مال الاستثمار إذ هو الذي يدير المصانع والشركات وعجلة التنمية، وبلغ مكانة رفيعة من التطور والتقدم ينافس بها العديد من أقرانه في الدول الغربية من حيث التعليم والتحصيل الدراسي والدورات والخبرات. وأضاف نعيش اليوم لنشاهد السواعد السعودية تدير شركات كبيرة مثل أرامكو السعودية الشركة الأكبر في المنطقة من حيث المشاريع والمواقع والمهام، سواعد سعودية تديرها بكل كفاءة واقتدار بلا كلل أو ملل، ما يؤكد أن الفرد السعودي لا يقل شأنا عن غيره من نظرائه في الدول المتقدمة. تأكيد للحمة الوطنية: وفي تبوك نوه عدد من المثقفين والأكاديميين بكلمة نائب خادم الحرمين الشريفين، وأكدوا أنها حملت مضامين ورؤى وطنية كثيرة متعددة، قال مدير جامعة تبوك الدكتور عبدالعزيز بن سعود العنزي: جاءت الكلمة لتؤكد على أهمية اللحمة الوطنية والانطلاق من محاورها لإعداد برامج عمل لإنجاز العديد من المهام لخدمة الوطن، مؤكدا أن كلمة الأمير سلمان تجسد حرصه على أبناء هذا الوطن ومستقبلهم في ظل مرحلة متغيرة وأحداث يعيشها العالم من حولنا، ووصف كلماته بأنها جاءت محذرة من الفتن والقلاقل، دعا فيها المواطنين لمزيد من الحذر والحرص على الأمن والاستقرار لمواصلة مسيرة التطور والنماء. ويضيف العنزي بلادنا تختلف عن سائر بلاد العالم بأن شرفها برعاية الحرمين الشريفين وأنها قبلة المسلمين في شتى أنحاء المعمورة. وأكد الدكتور موسى بن مصطفى العبيدان رئيس موسوعة تبوك العلمية بجامعة تبوك، أن كلمة نائب الملك كلمة ضافية وصادقة مخلصة تؤكد حرص القيادة على مصلحة الوطن والأمة العربية والإسلامية، وهي تحمل دلالات كثيرة جدا منها ماهو ديني ومنها ماهو وطني وإنساني وقبل ذلك كله تحمل الأمل والتفاؤل والخير بأن تكون هذه المنجزات مصدر خير للوطن والمواطن. وأضاف: جاءت كلمة نائب الملك مؤكدا فيها للجميع أن الإنسان في هذه البلاد هو الهدف الأساس لكل مشروع، فهو الركن الرئيس في عملية التنمية والبناء وهو الثروة الحقيقية للوطن، وحملت كلمته طرحا مؤثرا حينما قال: إن المواطن هو جزء أساس في مسيرة التنمية التي لا يمكن أن تكتمل إذا لم تحقق للمواطن ما يصبو إليه من رقي وتقدم، في ظل أمن واستقرار يدعم هذه التنمية. وزاد: إن كلمة الأمير سلمان لم تغفل الدور الريادي لحكومة خادم الحرمين الشريفين تجاه قضايا العالم العربي والإسلامي، فهي دائما سباقة للوقوف إلى جانب الأشقاء في أزماتهم في عالم يموج بالمتغيرات. ويؤكد الإعلامي إبراهيم المسلماني مدير وكالة الأنباء السعودية بمنطقة تبوك، أن كلمة الأمير سلمان ركزت على تذكير إنسان هذه الأرض بالنعم التي لا تعد ولا تحصى ويعيشها في ظل ظهور فتن وأحداث وقلاقل في معظم الدول المجاورة في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن كلمة سموه تؤكد على أهمية تماسك المجتمع ضد أي عابث أو حاقد، وهي تطالب في ذات الوقت بشكر النعمة والانطلاق في عملية البناء والمشاركة. وقال الزميل عبدالقادر عياد الكاتب الصحفي، إنها كلمة من رجل دولة يمتلك الحكمة والدراية بمجريات الأمور ويطالب بحماية منجزات هذا الوطن الذي تقف خلف إنجازاته قيادة رشيدة. وحدة فريدة : وأضاف عبدالقادر حملت هذه الكلمة رؤية للوحدة الوطنية العظيمة والتاريخية التي تعيشها بلادنا الغالية، تم إرساءها بجهود وتضحيات الآباء والأجداد، تمكنوا من توحيد هذه البلاد المترامية الأطراف والمتنوعة الأقاليم تحت راية التوحيد الخالدة في وحدة فريدة أبهرت العالم، قامت على أسس متينة راسخة من الشريعة الإسلامية، وبالفعل أصبحت المملكة مضربا للمثل في الوحدة والتآلف والاتحاد بين قلوب أبناء هذا الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، تجمعهم كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، ثم حب وطنهم وقيادتهم. من جهته قال الدكتور يحيى بن محمد بن جبر العطوي: أصبح كل مواطن يفتخر بأنه شريك في هذه الوحدة، وأنه أحد دعائم استقرارها .. إن كلمات سمو الأمير سلمان تشعر بدور المواطن في عملية التوحيد والبناء جنبا إلى جنب مع قيادته، ما يؤكد ضرورة أن يتحرك المواطن من تلك الكلمة إلى منطلقات عديدة نحو تحقيق المزيد من البذل والعطاء والتفاني من أجل هذا الوطن الذي غمرنا بحبه وعشنا تحت ظلاله الوارفة في منظومة أمن وأمان وخير ورخاء.