انتشرت أعداد كبيرة من الجالية الأفريقية المخالفة لنظام الإقامة، من الذين يمتهنون تجميع العلب الفارغة والكراتين من النفايات، وكذلك غسيل السيارات، في شمال مكةالمكرمة، وتحديدا في أرجاء حيي النوارية وأم مراغ؛ إلى جانب أطفالهم الذين يمتهنون جمع الأموال من خلال وقوفهم أمام صرافات البنوك طالبين استعطاف قلوب المارة، وعندما يسدل الليل أستاره يصعدون إلى سفوح الجبال متخذينها ملاذا آمنا لهم، اما في النهار فيهيمون وسط الحدائق والارصفة وأمام المجمعات التعليمية والمساجد والمحلات التجارية .. «عكاظ» استمعت إلى شكاوى عدد من السكان، الذين أعربوا عن تذمرهم من انتشارهم وسط الحي وطالبوا الجهات المختصة بالتدخل فورا لحماية الحي من هؤلاء. يقول عبدالعزيز صالح النهاري، أحد سكان حي النوارية، إن أعداد الجالية الافريقية في الحي يزداد بشكل ملحوظ، خاصة بعد شهر رمضان الماضي، وأضاف «أكاد أجزم عدم وجود احد من الأفارقة في الحي في الليل»، مبينا بأنهم يتخذون من سفوح الجبال التي تقع خلف الحي مساكن لهم وملاذا آمنا، أما أطفالهم ونساؤهم فتجدهم ينتشرون أمام المساجد وعند تقاطع إشارات المرور، وفي محطات الوقود وأمام المحلات التجارية، حيث يتخذونها مكانا للتسول. وقال النهاري «ما يزيد الأمر سوءا تجمعهم أمام المجمعات التعليمية للبنات ومحو الأمية للنساء لساعات طويلة، الأمر الذي ادخل الخوف والذعر في نفوس الكثير من أولياء أمور الطالبات، الذين أبدوا تذمرهم من وجودهم بتلك الكثافة، وبهذه الشاكلة، بعد أن بدأوا في التزايد يوما بعد يوم وبشكل ملحوظ. إرباك المصلين واوضح إمام مسجد الحي (مسجد المداح) الشيخ عبدالرحمن فري، أن هذه الفئة المخالفة، اتخذت من المسجد مصدرا أساسيا لجلب الماء لمنازلهم غير النظامية الموجودة في أعلى جبال الحي، كذلك ما يحتاجونه من ماء لمزاولة مهنة غسيل السيارات، وأضاف «حاولت منعهم أكثر من مرة ولكن دون تجاوب منهم، الأمر الذي أجبرنا على إقفال دورات المياه إمام المصلين». وقال فري «لقد تسببت الجالية الأفريقية المخالفة، في الكثير من الإزعاج وتعطيل أداء العبادة، بعدما أربكوا المصلين، ناهيك عن ما يسببونه من سوء نظافة في المسجد ودورات المياه». اختصاص الجوازات ويقول المواطن عبدالقادر أبو شال، إنهم اتخذوا من ارصفة شوارع الحي أمام منازل السكان، مكانا للاستراحة وانتظار العمل، حيث ان هناك من يتولى إيصال الأكل والشرب لهم ما يجعلهم يتخذون المكان مكبا للنفايات وبقايا الاطعمة غير مبالين بالجهات المختصة، حيث يتجمعون منذ الصباح الباكر ويبقون حتى غروب الشمس، ثم يتجهون بعدها إلى مسجد الحي فيعملون على تعبئة الجوالين بالمياه ومن ثم يصعدون بها إلى الجبال. وقال أبو شال «إننا أبلغنا هاتفيا الدوريات الأمنية بكل ذلك، إلا أنهم أبلغونا أن ذلك الأمر يعتبر من صميم اختصاص ادارة جوازات العاصمة المقدسة، إلا أن محاولتنا الاتصال بالجوازات عبر الهاتف تعثرت». انتشار الإجرام وفيما أعرب إبراهيم أبو شال واحمد فلمبان وعبدالرحيم بخارى ويوسف فلمبان عن مخاوفهم من انتشار هذه الفئة من العمالة المخالفة ومدى خطورة تواجدها في الأحياء، مبدين تخوفهم من انتشار السرقة وحالات الإجرام الأخرى من سطو المارة والمنازل وانتهاك الإعراض وخصوصية السكان، مطالبا الجهات الأمنية ذات العلاقة التدخل فورا وتكثيف الجولات الرقابية على الاحياء، للحد من خطورة انتشار هؤلاء المخالفين، بعد أن باتت احياءهم المقصد الأول لهم، ولا سيما أنهم مخالفين لأنظمة الاقامة والعمل في المملكة. مداهمة المنازل من جانبه أوضح ل«عكاظ» المقدم محمد الحسين المتحدث الإعلامي باسم إدارة جوازات العاصمة المقدسة، ان إدارة الجوازات نفذت عددا من الحملات الأمنية، حيث داهمت أماكن تواجد مخالفي أنظمة الاقامة، مشيرا إلى أن تلك الحملات تكون بمشاركة الجهات الأمنية والحكومية الاخرى، وأضاف «عادة ما تكون تلك الحملات بعد موسم رمضان المبارك وموسم الحج وأن هذه الأيام عادة ما تنشط وتكثف الإدارة حملات مداهماتها في كل المنطقة». وقال المقدم الحسين، إن إدارته بصدد تنفيذ خطط لتفتيش المنازل المشبوهة وذلك بعد التحري والتأكد من قبل أفراد البحث والتحري بإدارة جوازات العاصمة المقدسة، بتواجد مخالفي الأنظمة والاقامة، بعد رصد ومتابعة للمنازل لإصدار الأمر بالتفتيش.