نشرت صحيفة إلكترونية أن سيدة سعودية من ركاب الخطوط السعودية تعرضت إلى الضرب بالعقال من أحد ركاب الطائرة، الذي كان يجلس بجوارها في المقعد. وجاء في الخبر أن السيدة في العقد السادس من عمرها ومتجهة من الرياض إلى مدينة تبوك. وحسب تفاصيل الحادثة التي رواها للصحيفة زوجها، أن زوجته كانت قد جلست على المقعد المخصص لها على متن الطائرة، وطلب منها الشخص المجاور لمقعدها مغادرة المكان وتغيير المقعد فرفضت، قائلة له إنها سيدة كبيرة في السن، وأنها ترغب في الجلوس في المكان المخصص لها حسب بطاقة صعود الطائرة. وبعد نقاش بين الطرفين قام الراكب بدفعها بيده وضربها بالعقال على وجهها أمام جميع الركاب بالطائرة وطاقهما، الأمر الذي أرغم قائد الطائرة على طلب الطرفين مغادرة الطائرة وإبلاغ شرطة المطار بالحادثة. والحقيقة أن الخبر محزن ومفجع في نفس الوقت وبدرجة كبيرة حيث لا يمكن التصديق بأن أسلوب التفاهم لدى البعض وصل إلى هذا المستوى من العنف، ومهما كان موقف المرأة من الموضوع فإنه ليس من حق الراكب أن يضرب المرأة، وبهذا الشكل لأنها لم تغير مقعدها بل أن المرأة من حقها البقاء في مقعدها طالما أن الخطوط أعطتها بطاقة الصعود وعليها رقم المقعد المخصص لها كراكب. والحقيقة الثانية أن موضوع الشجار داخل كبينة الطائرة خاصة في الخطوط السعودية يتزايد بشكل كبير ويعاني منه الكثير من ملاحي الطائرة أثناء السفر في الداخل وإلى الخارج، حيث يتصور البعض من الركاب أن الخطوط ناقل وطني سعودي وحيث إنه مواطن سعودي يحق له التصرف كيفما شاء ومتى ماشاء وبدون انضباط وبدون احترام للقوانين والأنظمة. وهذا أمر في اعتقادي مستنكر حيث أن الإنسان السعودي والمواطن الصحيح هو أول من يجب عليه أن يدافع عن سمعة الناقل السعودي ويحترم قواعد المؤسسة الناقلة وعندها تتجسد المواطنة الصحيحة ويكون الانتماء حقيقيا وسليما وأما إثارة الفوضى والعبث وعدم التقدير للركاب والطائرة والمسافرين فيعتبر أمرا غير أخلاقي بالدرجة الأولى وغير مسؤول وغير مقبول من الجميع. وعموما فقد كنت أتمنى أن أكتب لكم بعد العيد السعيد موضوعا أكثر تشويقا وفائدة من هذا الخبر المزعج والغريب على مجتمعنا، الذي تعود على احترام المرأة واحترام الكبير والعطف على الصغير في كل مكان وزمان لكن دفعني الحديث والتعقيب على الموضوع الرغبة في التذكير بوجوب التحلي بالأخلاقيات الحميدة من الفرد في المجتمع وضرورة انعكاسه على سلوكه مع الآخرين مهما كانت وظيفة هذا الفرد أو مكانته الاجتماعية أو المهنية أو الأمنية. Twwitter@drhabiballah