يعتبر تشارلز جون هوفام ديكنز حسب أكثر التصنيفات والتقييمات الأدبية لدى النقاد والقراء أعظم الروائيين الإنجليز في العصر الفكتوري، ولا تزال كثير من أعماله تحتفظ بشعبية كبيرة حتى اليوم. وتميز أسلوب تشارلز ديكنز بالدعابة البارعة والسخرية اللاذعة، وقد صور جانبا من حياة الفقراء، وشن على المسؤولين عن المياتم والمدارس والسجون حملة شعواء. ومن أشهر آثاره: رواية أوليفر تويست عام 1839 وقصة مدينتين عام 1859 اللتين نقلهما إلى العربية منير البعلبكي، ورواية دايفيد كوبرفيلد عام 1850 ورواية أوقات عصيبة. و يصادف هذا العام مرور 200 عام على ولادة ديكنز، ولهذا فمن غير المستغرب أن يمتلئ العالم في عام 2012 بالأحداث الأدبية والتعليمية التي تحيي ذكرى هذا الرجل العظيم.وقد قام المجلس الثقافي البريطاني بتطوير برنامج يدعى «كيدز ريد» يهدف إلى تشجيع القراءة من أجل المتعة داخل وخارج الفصول الدراسية بين أطفال المدارس الابتدائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما يسعى البرنامج أيضا إلى عرض إسهامات دور النشر الرائدة في المملكة المتحدة في أدب الأطفال المعاصر. ومن خلال الجهود المشتركة من جانب وزارات التربية والتعليم والمجلس البريطاني، يأمل هذا البرنامج في الوصول إلى 25 ألف طفل في 13 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا خلال عام دراسي واحد. وينطوي البرنامج على مزيج من النشاط المدرسي والفعاليات المجتمعية، وذلك بهدف إشراك جمهور كبير من أطفال المدارس الابتدائية، والمعلمين والآباء والأمهات. ولد تشارلز ديكنز في 7 فبراير، ولذلك يمتلئ هذا الشهر في العادة بالأحداث التي تحتفي بحياته وأعماله وأفكاره. وعلى الرغم من كونه كاتبا من العصر الفيكتوري، فإن أعمال ديكنز تتخطى الزمن واللغة والثقافة. إنه كاتب يمتلك تأثيرا معاصرا في جميع أنحاء العالم، إذ لا تزال كتاباته تلهم حتى الآن السينما والتلفزيون والفن والأدب والفنانين والأكاديميين.كما لا تزال قصصه التي تحمل في الغالب رسائل أخلاقية عميقة، آسرة ومؤثرة اليوم كما كانت قبل مئات السنين. ومن الفعاليات الأخرى فعالية «ديكنز في السينما» التي تشهد مشاركة ما يزيد عن 20 بلدا في جميع أنحاء العالم من ألبانيا إلى زيمبابوي في برنامج سينمائي عن ديكنز يتضمن أفلاما صامتة لرواية أوليفر تويست، وأفلاما وثائقية جديدة من إنتاج «فيلم لندن» السينمائي وعمل «المسافر غير التجاري» وهو سلسلة صوتية من جولات استكشاف مدن مختلفة.ويتم تنظيم أحداث برنامج «كيدز ريد» المجتمعية في كافة أنحاء الشرق الأوسط بهدف إيقاظ حماس الأطفال للقراءة، وتشمل هذه الأحداث التفاعلية رواية القصص، والألعاب والمسابقات، فضلا عن ورش عمل تعليمية لأولياء الأمور تبين لهم كيفية التقرب من أطفالهم من خلال الكتب.وقال نك همفريز مدير مشروعات اللغة الإنجليزية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الثقافي البريطاني: «تمثل هذه الفعاليات وسيلة رائعة لإظهار متعة القراءة للأطفال، وإثارة حماسهم حول الكتب. القراءة جزء أساسي من عملية نمو الطفل، إنها مهارة أساسية تعود عليه بالنفع لبقية حياته».وسيقدم 250 متطوعا من إتش اس بي سي خضعوا لتدريب خاص المساعدة في كل حدث، حيث سيقومون بقراءة القصص للأطفال ومن ثم إشراكهم في أنشطة مرتبطة بهذه القصص، كأنشطة الفنون والحرف اليدوية والألعاب والمسابقات. ولا تهدف مبادرة «كيدز ريد» إلى تشجيع القراءة بهدف المتعة فقط، ولكن لتطوير مهارات اللغة الإنجليزية للأجيال المقبلة، وتزويد المدارس بكتب القصص المعاصرة والكلاسيكية كروايات ديكنز. ويتابع نك قائلا: «من خلال هذا البرنامج نستطيع أن نقدم المزيد من الدعم لوزارات التعليم الإقليمية، وتدريب المدرسين أنفسهم، بمبادرات القراءة والكتابة. وقد رشحت وزارات التربية والتعليم في كل بلد مشارك من بلدان المنطقة ست مدارس حكومية ابتدائية (ثلاث للأولاد وثلاث للبنات) للمشاركة في الأنشطة الممتدة على مدى عام. وبهذه الطريقة، فإن المبادرة سوف تصل إلى 78 مدرسة، و25 ألف تلميذ و 300 معلم بشكل مباشر، والآلاف من المعلمين بشكل غير مباشر.