لولا أن هذه الصحيفة أعادت طرح الموضوع يوم أمس لما خطر في بالي أن أكتب عنه اليوم لأنه موضوع يتكرر كل رمضان، وقد أشبعه الكتاب نقاشا دون نتيجة، وأيضا لأنه موضوع جذاب وفاتح لشهية أصحاب التهم الجاهزة ومفسري النوايا. الموضوع هو مكبرات الصوت في المساجد أثناء صلاة التراويح، الذي تعلمون جميعا التعليمات والضوابط التي أصدرتها بشأنه وزارة الشؤون الإسلامية منذ فترة طويلة لكنها لم تطبق.. يوم أمس، ومن خلال هذه الصحيفة طالب سماحة المفتي العام للمملكة أئمة التراويح بالاعتدال في أصوات مكبرات المساجد أثناء الصلاة، ومحذرا من الغلو في ذلك بعد ملاحظة المغالاة في رفع صوتها فوق الحاجة، وأن الهدف من ذلك «منع اضطراب أصوات المساجد».. كلام واضح ومباشر من مرجعية الإفتاء في المملكة بأن هناك مغالاة في رفع الصوت لابد من الاعتدال فيها، لكن ما هو تعليق الجهة الرسمية التي تشرف على المساجد وأصدرت التعليمات المنظمة لاستخدام مكبرات الصوت؟؟ يقول وزير الشؤون الإسلامية: إن مكبرات الصوت أصبحت مزعجة في المساجد لأن بعض الأئمة يرفع الصوت أكثر من الحاجة ما يترتب عليه ألا يسمع حتى الذين في داخل المسجد أو خارجه صوت القرآن بوضوح حتى في بعض البيوت فلا يتبين أي حرف من حروف القرآن. لافتا إلى وجوب أن تكون درجة الصوت مضبوطة على إسماع المجاورين للمساجد والقريبين منه.. أيضا كلام واضح ومباشر للمسؤول الأول في الوزارة يؤكد عدم الالتزام بتعليمات وزارته، لكن تعالوا نسمع كلام المسؤولين الآخرين.. يقول وكيل الوزارة المساعد لشؤون المساجد إن التعليمات نصت على أن المساجد غير الجوامع ملزمة بإغلاق مكبرات الصوت الخارجية في صلاة التراويح وأنه لا يسمح بفتحها إلا للجوامع الكبيرة، وأوضح أن غالبية الأئمة ملتزمون بهذه التوجيهات، وهناك مراقبون يتابعون ويرفعون الملاحظات إلى الوزارة إن وجدت.. المشكلة تكمن في مثل هذا الكلام لأنه يؤكد أن الغالبية ملتزمون بينما الناس في كل مدن المملكة تسمع غير ذلك، أما مسألة المراقبين فلا ندري أين هم وماذا فعلوا عندما يؤكد الواقع أن الذين طبقوا تعليمات الوزارة قلة قليلة لا يمكن تبينها بين الضجيج الهائل.. أئمة المساجد ملزمون رسميا بإغلاق مكبرات الصوت الخارجية لكنهم لم يخفضوا صوتها ناهيكم عن إغلاقها.. ومن جانبه يؤكد وكيل الوزارة الدكتور توفيق السديري أن الوزارة متجهة لحل جذري لمشكلة مكبرات الصوت المزعجة في المساجد التي أصبحت ظاهرة في بعض المدن.. وبدورنا نأمل أن يأتي هذا الحل الجذري سريعا، وألا يكون في صيغة تعميم يشبه التعاميم السابقة التي لم تنفذ، حتى يتوقف الذين خدشوا روحانية الشهر وجلال القرآن، وأزعجوا الناس بدوي المكبرات التي تزلزل الأسماع والنفوس. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة [email protected]