لا يكاد يذكر المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة إلا وتذكر الروضة الشريفة، تلك المسافة بين منبر الرسول صلى الله عليه وسلم وبين بيته، الحجرة الشريفة التي دفن فيها، حيث مثواه الطاهر وصاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضوان الله عليهما، وتعلو سقف الحجرة الشريفة القبة الخضراء، حيث يلفت الانتباه علوها وجمالها، وما أن يدخل الزائر من باب السلام غرب المسجد النبوي الشريف حتى يباشره المنبر الشريف، وببعده بمسافة ليست بالطويلة توجد الحجرة الشريفة، وما بينهما من مسافة تكون الروضة الشريفة حيث تبلغ مساحتها 330 مترا مربعا. معالم الروضة تزخر الروضة الشريفة وأطرافها بمعالم عظيمة وجليلة، حيث الجدار الغربي للحجرة الشريفة يأخذ جزءًا منها ومن أبرز تلك المعالم، ويأتي في وسطها محراب المصطفى عليه الصلاة والسلام وسط جدارها من ناحية القبلة والمنبر الشريف في جهتها الغربية، وفي مقابل الروضة يأتي حاجز نحاسي يفصل بين الروضة وبين مقدمة المسجد بمسافة متر مربع، وتأتي المكبرية من أجمل معالم الروضة، وهي التي يقام عليها الأذان في أوقات الصلوات المكتوبة وأيضا ترديد التكبيرات في صلاة العيدين، وتقع في وسط الروضة الشريفة، وقد تم رفع بنائها ليستفاد من المسافة تحتها في وقت الصلاة لزيادة أعداد المصلين. فضل الروضة الشريفة الصلاة في المسجد النبوي مضاعفة الأجر فيها بألف صلاة فيما سواه من المساجد، غير أن الروضة الشريفة لها من المكانة الكبيرة ولها فضل عظيم، وجاءت أحاديث بفضلها «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي»، ويرتاد الروضة الشريفة المصلون على اختلاف جنسياتهم ولغاتهم وثقافتهم، وعلى مدار الساعة يجتمعون للصلاة والدعاء. مناسبة الأسطوانات يوجد فيها ست اسطوانات كانت لها من المناسبات العظيمة وفق كتب الحديث والسنن وهي أسطوانة السيدة عائشة رضي الله عنها، وتقع في وسط الروضة الشريفة، وقد اتخذها النبي صلى الله عليه وسلم مكانا لصلاته قبل تحول القبلة، وأسطوانة الوفود وهي ملاصقه لشباك الحجرة الشريفة، وسميت بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستقبل وفود العرب، وأسطوانة التوبة لأن أحد الصحابة وهو أبو لبابة الأنصاري قد ربط نفسه فيها لذنب أذنبه، والأسطوانة المخلقة وهي ملاصقه للمحراب من جهة القبلة، وسميت بذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام رأى عليها «نخامة» فساءه ذلك وأزالها وطيب مكانها، وأسطوانة السرير ملاصقه للحجرة الشريفة من الجنوب، وسميت بذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام اعتكف ووضع له سرير مكانها، وأسطوانة الحرس وتقع خلف أسطوانة التوبة شمالها، وكان بعض الصحابة يجلسون مكانها لحراسة النبي صلى الله عليه وسلم، وهناك أسطوانات أخرى داخل شباك الحجرة الشريفة ولكن يتعذر الصلاة عندها مثل أسطوانة مربعة القبر وسميت بذلك لوقوعها في ركن المربعة الغربية الشمالية من الحجرة، وأسطوانة التهجد التي كان يتهجد بها النبي صلى الله عليه وسلم . ويحرص زوار رمضان ومرتادو المسجد النبوي الشريف على زيارة والصلاة في هذه البقعة الشريفة والمباركة، والتي تشهد زحاما شديدا في كل الاوقات، إلا أن عبدالواحد الحطاب مدير العلاقات في وكالة الرئاسة لشؤون المسجد النبوي الشريف قال إن ارتياد هذه البقعة المباركة يأتي ضمن تنظيم يكفل للجميع التمتع بالصلاة فيها طلبا للأجر والمغفرة، خصوصا أنها قطعة من الجنة، كما ورد في الحديث الشريف، مضيفا «ولاة الأمر أولوا عناية كبيرة للمسجد النبوي، وآخرها أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتوسعة العظيمة للحرم النبوي».