هذا الإنسان الذي لم يخلق عبثا؟ ما يصل إلى الأرض إلا بعد مشوار طويل..! تبدأ حياته بعد التلاقي بين الحيوان المنوي والبويضة في الأرحام.! ثم يمر في نموه داخل الرحم بعد ذلك بعدة أطوار منها النطفة، ثم العلقة، ثم المضغة، ثم تظهر العظام وتكسى بعد ذلك باللحم ثم يبدأ النشأة الأخرى ويستمر النمو ثم يخرج ذلك الإنسان طفلا وقد يكون سليما وذلك في أقل من 99% وقد يخرج معاقا في حوالي 1.5% من الحالات وهذه النسبة العالية من السلامة لبني البشر لهي نعمة كبيرة من الله. ففي أمريكا يخرج حوالي 120 ألف طفل معاق سنويا.! وحيث إنه ليس كل التقاء بين الحيوان المنوي والبويضة مضمونا له المواصلة إلى صنع إنسان؟ فكثير من البشر قد مجتهم الأرحام مبكرا..! ولله في ذلك حكمة؟ يخبرنا المولى حيث يقول «...فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة، لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا» الحج 5. أيضاً يقول رسولنا الكريم عليه السلام عن ما يجري للنطفة عندما تقع في الرحم بعد اللقاء، قال (إذا وقعت النطفة في الرحم، بعث الله ملكا فقال يا رب مخلقة أم غير مخلقة؟ فإن قال غير مخلقة مجتها الأرحام دما). إذا فمن لم تمجه الأرحام وخرج سليما لم يخلق عبثا.! وليس هناك دائما ضمان في الحمل وصنع الإنسان داخل الرحم.؟ وهناك – حسب الإحصائيات – الطبية أن حوالي 20% في كل حمل ينتهي بالإجهاض. إذا فمن وصل من البشر الأرض فقد فاز بنعمة من مولاه وعليه عندئذ أن يدرك بأنه (من العيب) أن يفسد في الأرض ويسفك فيها الدماء والخراب.!