يواصل مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة جهوده في توثيق تاريخ طيبة الطيبة من خلال جمع المعلومات عنها بمختلف اللغات من المصادر وأوعية المعلومات، إعداد ونشر البحوث والدراسات المنهجية الجادة، وتوفير المعلومات الموثقة لمراكز البحوث والباحثين. بدأ المركز كقاعدة للمعلومات إلى أن أوقف سمو الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله أرضا لإنشائه وتشغيله، إبان تقلده إمارة المدينة، ويعتبر من منجزات سموه، وكان للمركز الأثر الكبير في الحفاظ على تأريخ المدينةالمنورة، وساعد على إجراء البحوث والدراسات الخاصة بطيبة الطيبة ماضياً وحاضراً. وفي وقت لاحق انتقلت رعاية المركز لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز إبان تسنمه إمارة المدينة، ثم إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة والذي يولي المركز جل اهتمامه ورعايته. المدينة من أقدم المدن وكشف تقرير صادر عن المركز أن الروايات التاريخية العربية أجمعت على أن المدينةالمنورة من أقدم مدن العالم، أسسها حفيد رسول الله نوح عليه السلام يثرب بن قانياء في الجيل الرابع أو السادس أو الثامن بعد الطوفان وسميت باسمه (يثرب)، وعندما هاجر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الثالث عشر من البعثة النبوية بدأ تاريخها الذهبي، فصارت محضن المجتمع الإسلامي الأول، وعاصمة دولته المتنامية، واستمرت كذلك مدة العهد الراشدي، ثم تخففت من الأعباء السياسية عندما تحول ثقل الدولة إلى دمشق عاصمة الأمويين، وخلصت للقيم الدينية والعطاءات الثقافية، ورحل إليها طلاب العلم والعلماء، يَدْرسون ويُدَرِّسون في مسجدها النبوي، وتوالت إليها وفود المسلمين من أنحاء الأرض في مواسم الحج والعمرة، وكتب فيها وعنها الكثيرون على امتداد العصور التالية، فصار لها تراث ثقافي هائل عن فضائلها ومعالمها، الأحداث المتميزة التي وقعت فيها، أعلامها وعطاءاتهم في فروع المعرفة كافة، من السيرة النبوية إلى الشعر، ولا تكاد تجد قرناً، بل جيلاً إلا وفيه كتابات عن المدينةالمنورة، فقد زرع الله محبتها في القلوب استجابة لدعائه صلى الله عليه وسلم ( اللهم حبب إلينا المدينة) . وجاء في التقرير أن هذا التراث الضخم يشكو من همين : التوزع في المكتبات ودور الوثائق والمخطوطات في أنحاء العالم، وقلة الدارسين الذين يعكفون على مخطوطاته ووثائقه وكتبه النادرة دراسة وتمحيصاً، ويخرجون للساحة الثقافية معلومات موثقة، بريئة من تزيد الرواة وأهواء المغالين. لذلك كله، ولما للمدينة المنورة من مكانة في قلوب المسلمين جميعاً أنشئ مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة لينهض بهذه المهمة الكبيرة، وجُعل وقفاً خيرياً مؤبداً ليكون امتداداً لعطاءات الوقف الإسلامي العظيمة في القرون السابقة، وصرحاً علمياً رائداً يسعى لتحقيق الأهداف التالية: جمع المعلومات عن المدينةالمنورة في اللغات المختلفة من مختلف المصادر وأوعية المعلومات. إعداد ونشر البحوث والدراسات المنهجية الجادة، التي تتميز بالأصالة والدقة والتوثيق العلمي، عن المدينةالمنورة وجوانب الحياة فيها قديماً وحديثاً. تقديم خدمات المعلومات الموثقة لمراكز البحوث، والباحثين، ولمن يستفيد من المعلومات، سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ويسعى المركز لتحقيق هذه الأهداف بكافة الوسائل المناسبة ومنها إنشاء مكتبة متخصصة، إنشاء قاعدة معلومات بالحاسب الآلي، إصدار دائرة معارف عن المدينةالمنورة تجدد كلما دعت الحاجة إلى ذلك، إصدار دوريات علمية متخصصة ونشرات، إعداد خرائط ومصورات ومجسمات تمثل المدينةالمنورة في مختلف العصور التاريخية، إقامة محاضرات وندوات ومؤتمرات عن المدينةالمنورة، استخدام الوسائل التقنية المتقدمة لجمع المعلومات ونقلها، الاستعانة بالخبراء والباحثين المتخصصين من داخل المملكة وخارجها والتعاون مع مراكز البحوث والدراسات المشابهة. ويختص المجلس العلمي للمركز باقتراح الخطة السنوية للنشاط العلمي للمركز، اقتراح البحوث والدراسات التي يكلف بها باحثون من خارج المركز، تقويم الأعمال العلمية التي يريد المركز إصدارها وتقديم تقرير بشأنها إلى مجلس الإدارة. أقسام المركز يضم المركز عدة أقسام علمية هي: قسم البحوث والترجمة: ويختص بإعداد الكتب والموسوعات والبحوث والدراسات والتقارير وترجمة ما يحقق أهداف المركز. قسم قاعدة المعلومات: ويختص بتلقي المعلومات المتعلقة بأهداف المركز ومجالات عمله وتصنيفها وتوثيقها وتخزينها في أجهزة الحاسب وجعلها في متناول الباحثين والجامعات والمراكز المتخصصة. قسم المخطوطات والوثائق: ويختص بجمع المخطوطات والوثائق أو صورها عن المدينةالمنورة حيثما وجدت، ويهتم بحفظها ودراستها. المكتبة: هي متخصصة في كتب المدينةالمنورة ومصادر دراستها وفيها قسم للمؤلفات بغير اللغة العربية، وتستقبل المكتبة إضافة للعاملين في الأقسام العلمية الباحثين والمراجعين من خارج المركز. إنجازات المركز من إنجازات المركز إنشاء مكتبة عن المدينةالمنورة تجمع الكتب المتخصصة فيها والمصادر والمراجع التي تحوي معلومات عنها، إنشاء قاعدة معلومات بالحاسب الآلي عن المدينةالمنورة، إعداد برامج عن المدينةالمنورة مسجلة على إسطوانات ليزر، إعداد فيلم وثائقي إعلامي عن المدينةالمنورة بعنوان: المدينةالمنورة تاريخ وحضارة بسبع لغات، جمع 200 مصورة ورقية وفلمية لمخطوطات عن المدينةالمنورة، جمع 3500 وثيقة عن المدينةالمنورة من مراكز وثائقية داخل المملكة وخارجها. كما أنجز المركز مشروعاً من مشاريع خدمة تراث المدينةالمنورة الموجود لدى جهات أخرى، وذلك بالتعاون مع كل من: مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينةالمنورة، وقف مدرسة بشير آغا، وتمت في هذا المشروع فهرسة وتصنيف المخطوطات الموجودة في مكتبة بشير آغا الأثرية، ويبلغ عدد عناوينها الرئيسية 1180 عنواناً. وأنشأ المركز وحدة للإنتاج والتسويق تتولى تمويل وتسويق مشاريعه الثقافية والإعلامية والسياحية المتعلقة بالمدينةالمنورة، إضافة لإنشاء شبكة المدينة - madinahnet.net - وهي أكبر موسوعة معلوماتية للمدينة على شبكة الإنترنت. كما أنجز المركز قاعدة معلومات خاصة بالمدينةالمنورة في مطلع العهد السعودي تتضمن معلومات وافية عن مساجدها وأسواقها وشوارعها وأحواشها وأزقتها وبيوتها وأسوارها وبساتينها وحماماتها وسكانها...إلخ. وتتصل هذه القاعدة بجهاز متطور يقدم عرضاً متميزاً بالصوت والضوء، إضافة لإنجاز موسوعة المسجد النبوي تتضمن معلومات شاملة عن تاريخ المسجد النبوي وتطور عمرانه، وأهم الأحداث التي جرت في رحابه، وأشهر أعلامه من الشيوخ والإداريين والخطباء والمدرسين والأئمة والمؤذنين، وإعداد عدة كتب ومؤلفات. وأوضح الدكتور عبدالباسط بدر نائب رئيس المركز ارتباط المركز بدارة الملك عبدالعزيز التي أصبحت تشرف عليه علمياً وإدارياً ومالياً.