كلمة الكوخ كما يقول لسان العرب هي في أصلها فارسية معربة وتعني (البيت المسنم)، وصفته بيت من قصب بلا كوة، وكان في الأصل يقيمه المزارعون داخل البساتين ليحفظوا فيه زروعهم. لكن كلمة الكوخ اتخذت في أذهان كثير من الناس صورا مختلفة عن صورتها الأصلية. فالكوخ أحيانا يحمل إلى الذهن معاني الفقر والفاقة والحياة البائسة الذليلة كما في الرواية المشهورة (كوخ العم توم)، وهو في أحيان أخرى يحمل إليهم صورة الحياة الريفية بما يتخيلون فيها من بساطة ونظافة وأناقة مغلفة بدفء الحب والجمال حسب ما تصوره بعض قصص الأطفال مثل كوخ الأقزام السبعة، وكوخ الجدة في قصة (ليلى والذئب) أوغيرهما، لكن أجمل صور الكوخ هي تلك التي ربطت بالحب والأحلام الرومانسية، ورغم أننا في ثقافتنا العربية لا نعرف قصص حب عربية ارتبطت بالأكواخ حيث غالبا ترتبط القصص بفضاء الصحراء الفسيح حيث يوجد الرعيان في فضاء رحب لا تحده جدران ولا سقوف، تتحدد فيه مواعيد لقياهم تحت ظل شجرة أو عند سفح جبل أو فوق سطح صخرة تنعكس فوقها أشعة الشمس ويتلألأ سطحها تحت نجوم السماء. إلا أن الربط بين الكوخ والرومانس تسلل من الثقافة الغربية إلى الثقافة العربية كما تسلل غيره من الصور الثقافية، فتشكلت في أذهان الناس صور حالمة للكوخ مبطنة بالرومانسية تنشر من حولها الإحساس بالجمال المزخرف بالأحلام والخيالات. صارت كلمة الكوخ رمزا للخيال والحلم والحب العذب واستغل البعض هذه العذوبة الوهمية التي تربط بين الكوخ والرومانس في أذهان الناس فتسابقوا إلى إطلاق صفة الكوخ على بعض مشاريعهم التجارية لجذب القلوب المتعطشة لدفء المشاعر، ومن أبرز تلك المشاريع المطاعم حيت توجد قائمة طويلة من المطاعم التي تحمل اسم كوخ وأشهرها مطعم (كوخ الصبايا) في لبنان، وهو بحق مطعم يحملك على أهداب الخيال، يعيدك إلى ذاكرتك الطفولية إن كنت ممن انغمست طفولته في قراءة القصص وتشبعت ذاكرته بما فيها من صور الأكواخ وأبطالها، فتحس كما لو أنك أخذت تغوص إلى أعماق ذكرياتك الغائرة في بعدها فتستخرج منها الصور واحدة إثر أخرى!!. الرغبة في الانتماء إلى رومانسية الكوخ لم يتوقف عند المشاريع التجارية فبعض الشعراء هم أيضا استعاروا اسم الكوخ لينتسبوا إليه فرياض المعلوف الشاعر اللبناني كان يلقب نفسه (شاعر الكوخ الأخضر) ومثله محمود إسماعيل الذي هو أيضا لقب (شاعر الكوخ). أما أغرب شيء فهو أن تجد فريقا رياضيا يلقب نفسه (فريق الكوخ)، فالرياضة توحي بالقوة والحركة والصراخ والضجيج وربما العنف أيضا. والكوخ يوحي بالسكينة والهدوء والليونة والسلام، فما أبعد الرياضة عن الكوخ!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة