نجحت الفرق السعودية الأربعة ( الأهلي، والهلال، والاتحاد، ثم الاتفاق ) في التأهل لدور الثمانية من دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي. بعد تغلب الملكي على الجزيرة الإماراتي في عقر داره بركلات الترجيح ( 4-2 ) عقب تعادلهما في شوطي المباراة الأساسيين ومن ثم الإضافيين بثلاثة أهداف لكل منهما، وفوز الزعيم على بني ياس الإماراتي على ملعب الأمير فيصل بن فهد بسباعية، والعميد على بيروزي الإيراني على ملعب الأمير عبدالله الفيصل بثلاثية نظيفة، ومن ثم النواخذة على السويق العماني بهدف يتيم في الرمق الأخير للمباراة التي جمعتهما على استاذ الأمير محمد بن فهد في الدمام . هذا التأهل الذي جاء متفاوتا في درجة صعوبته من فريق لآخر حبس الأنفاس في لقاء الأهلي، والروح الكبيرة في مباراة الهلال، والثقة المفرطة في مواجهة الاتحاد. كشفت عن الرغبة القوية للفرق السعودية في إحراز لقب دوري الآبطال وإبقاء الكأس في خزائنها بعد أن أعادها السد القطري في النسخة الماضية على حساب شونبوك الكوري الجنوبي . فيما يسعى الفريق الاتفاقي الذي كتم أنفاس محبيه هو الآخر حتى الثواني الأخيرة إلى استعادة كأس الاتحاد الآسيوي من خزينة ناساف كارشي الأوزبكي الذي خطفها من فم الكويت الكويتي في نسختها الماضية. الجميل في الأمر أن الفرق السعودية ومن خلال مجريات لقاءاتها في دوري المجموعات ومن ثم دور الستة عشر تبدو أكثر تصميما على المضي قدما إلى المرحلة الأبعد في هاتين البطولتين. فالأهلي الذي نافس وبقوة على لقب الدوري السعودي حتى الرمق الأخير من الجولة الأخيرة منه، وبطل كأس الملك للمرة الثانية على التوالي في نسختها الجديدة، وصاحب العطاءات المبهرة هذا العام، حيث الإدارة المتميزة، والاستقرار الفني، والنجوم المنتقين والمشارك للمرة الخامسة في دوري الأبطال كان قد حسم تأهله إلى الدور الثاني في البطولة الآسيوية مبكرا، أكمله بأداء رائع أمام العنكبوت الإماراتي توجه كأول المتأهلين آسيويا للدور ربع النهائي . والحال نفسه بالنسبة للاتحاد الذي توج مرتين بكأس الأبطال وخسر النهائي في المرة الثالثة أمام بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي عام 2009، تصدر مجموعته بسهولة تامة جامعا ست عشرة نقطة من خمسة لقاءات فوز وتعادل وحيد، وواصل مسيرته بخطى ثابتة حين تأهل للدور ربع النهائي بكل سهولة مايعني تمرسه في البطولة الآسيوية حتى وإن جاءت نتائجه المحلية هذا الموسم دون المستوى المأمول. فلديه مدرب متمكن لم يذق طعم الهزيمة مذ تسلمه زمام الفريق . فيما يحاول الهلال البحث عن لقبه الأول في البطولة القارية بنسختها الجديدة لتعويض مافقده هذا الموسم من بطولات، ومواصلة مشواره الآسيوي خصوصا أنه يضم نخبة من اللاعبين المميزين وباستطاعته الإبحار بعيدا، بل والحصول على اللقب متى ماتمكن مسيروه من التعاقد مع مدرب يعرف كيف يوظف قدرات اللاعبين عقب الاستغناء عن السيد هاشيك الذي كان لقاء بني يأس الأخير له مع الفريق . وما يشفع للفرق السعودية متابعة المشوار نحو منصة التتويج تذبذب مستوى فرق شرق آسيا ( اليابان ثلاثة أندية، وناديان من كوريا الجنوبية، وناد واحد من كل من الصين وأستراليا وأوزبكستان ) والتي سيكمل أربعة منها عقد الثمانية يومي 29 و30 من هذا الشهر. في ظل الخروج المبكر لنادي جيونبك هيونداي موتورز الكوري الجنوبي وصيف بطل النسخة الماضية السد القطري من دوري المجموعات، وغياب سي سيئول الكوري الجنوبي الذي أخرج الاتحاد في دور الأربعة في البطولةالماضية أيضا . أما الاتفاق فحظوظه جيدة في اعتلاء منصة التتويج في كأس الاتحاد الآسيوي متى مااستعاد ثقته، ورتب صفوفه، وعملت إدارته الفنية على تلافي الأخطاء التي وقع فيها في مبارياته الأخيرة كون الفرق التي تنافسه ليست بتلك التي يشار إليها بالبنان . وعلى كل فحظوظ الفرق السعودية قاريا تكاد تكون متقاربة، وأمل كل منها في الظفر باللقب كبير جدا متى ما أعطت البطولتين حقهما من الاهتمام. خاصة أن مباريات دور الثمانية بقي عليها قرابة أربعة أشهر. وبإمكان كل فريق إصلاح مابه من خلل خلال هذه المدة . يذكر أن قرعة دور الثمانية ستكون يوم الرابع عشر من يونيو المقبل. ولا يستبعد أن يلتقي فريقان سعوديان في إحدى المواجهات. حيث ينص نظام قرعة دور الثمانية الآسيوي على أنه إذا تأهل فريقان من نفس الدولة لا يتواجهان في دور الثمانية، وفي حال بلوغ ثلاثة فرق أو أكثر تكون القرعة مفتوحة. مايعني إمكانية حدوث ذلك، وهو مالا نتمناه .