هذا العام سينفصل الفنانان «السياميان» ناصر القصبي وعبدالله السدحان دون عملية جراحية أو اختلاف عن بعضهما، بعد أن قرر «القصبي» التوقف قليلا ليتأمل تاريخه الفني. فيما «السدحان» وحتى لا يصدأ «كما يقول هو» سيقدم مسلسلا جديدا اسمه «طالع نازل». هذا الانفصال الهادئ بينهما يراه «السدحان» مخيفا قليلا، لكنه يثق بنفسه، وأنه مختلف عمن سبق وانفصلوا، فهو وكما يرى نفسه لا يشبههم، ولكن ماذا عن المشاهدين، وهل سينجح «السدحان» أبو بندر في المسلسل ؟ «أبو بندر» أو الكركتر الذي سيقدمه «السدحان» لن يكون تلك الشخصية التي منحته الشهرة «أبو مساعد» العجوز الذي فقد بعض أسنانه. وهنا تكمن خطورة فشل «السدحان» ، أو ستزيد احتمالية فشل «أبو بندر» بعيدا عن شارلي شابلن السعودية «القصبي»، لأن السدحان برع كثيرا في تلك الشخصية، فيما باقي الشخصيات كان ضعيفا بها، أو هو يبدو ضعيفا لأنه يقف مع «القصبي» هذا الفنان القادر على تقمص أي شخصية للحد الذي يجعلك تعتقد أن تلك الشخصية قابلتها في مكان ما، في يوم ما. ما يميز «القصبي» عن باقي الفنانين السعوديين أنه لا يمثل الشخصيات مثل البقية، بل هو يعيشها لحد أنه يقنع المشاهد بأنه لم يعد الفنان «القصبي» بل تلك الشخصية التي تقمصها، فيما أغلب الفنانين السعوديين والعرب إلى حد ما، يحاولون تقليد الشخصية، وثمة فارق كبير بين أن تقلد الشخصية وبين أن تعيشها، فتختفي شخصيتك الحقيقية. وهذا ما كان يفعله «القصبي» مع كل شخصية في مسلسل «طاش ما طاش» ، فيما «السدحان» إن لم يتقمص دور «أبو مساعد» يصبح مقلدا لتلك الشخصيات.. ومع هذا ربما يكون ابتعاد «السدحان» هذا العام عن «القصبي» مفيدا وناجحا له، فالمشاهد لن يعمل مقارنة بين شخصيات «السدحان» ، وشخصيات «القصبي» ، وربما لن يكتشف المشاهد أن «السدحان» يقلد الشخصية، ولا يتقمصها.