نوه عدد من المسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص إلى أن مدينة المعرفة الاقتصادية ستكون جاذبة للمفاهيم الاقتصادية المتطورة، وقادرة على الاستثمار في الإنسان والمكان بما يحقق مكاسب غير مسبوقة على المدى البعيد، ويساعد في توفير عشرات الآلاف من الوظائف نتيجة استفادة قطاعات مهمة من هذه المدينة كالعقار، والمقاولات، والتجارة، والصناعة، والتدريب، وغيرها. وطالبوا بضرورة التحرك بشكل متواز مع الميزات النسبية التي تتمتع بها المدينةالمنورة، ومن أهم تلك الميز موقعها إسلاميا، وتاريخيا، وجغرافيا، وما ينطوي تحت ذلك من أمور يمكن الاستثمار فيها بشكل واسع، وبما يحقق التنمية الحقيقية. العقار والقيمة المضافة وأكد عضو مجلس منطقة المدينةالمنورة ماجد غوث أن مدينة المعرفة ستحقق قفزة عقارية كبيرة، وقال: من خلال الاطلاع على أهداف وعدد المشاريع العقارية من فلل، وأبراج سكنية، ومجمعات تجارية وأخرى خدمية كالمنشآت الطبية والتعليمية نجد أن هناك عددا هائلا من القيم المضافة التي سترتقي بمستوى التنافسية في المشاريع بالمستقبل. وأضاف: هذه النوعية ستقود المطورين العقاريين، والمستثمرين في القطاعين التعليمي والصحي الذين سينفذون مشاريع في المستقبل على تقديم منتجات أفضل وأرقى مما يتم تقديمه من مشاريع في الوقت الراهن، فقد لاحظ الجميع أن الإعلان عن إنشاء مدينة المعرفة جاء متزامنا مع إنشاء مشاريع عقارية من مولات تجارية وقرى سكنية في حراك لم يكن له مثيل في السابق إدراكا من هؤلاء المستثمرين بأن الارتقاء بجودة المشاريع هو السبيل الوحيد لقدرتهم على المنافسة. غوث ذكر بأن أبناء المدينةالمنورة ينتظرون رؤية هذا المشروع العملاق على أرض الواقع، فموقع المشروع الاستراتيجي ومساحته الكبيرة وإقامة محطة القطار عليه وما يحويه من فرص استثمارية ووظيفية تؤكد على وجود مؤشرات إيجابية لنجاحه، محذرا في الوقت ذاته من بيع الأراضي داخل المدينة لإنشاء مشاريع خدمية لجهات حكومية أو خاصة بنفس المواصفات التقليدية التي تنفذ وتشغل بها المنشآت الحالية، وقال: مثل هذا سيخرج مدينة المعرفة عن الهدف المنشود لذا آمل من القائمين على هذه المدينة المحافظة على مستوى النوعية والمعايير البناءة حتى يتم اكتمال هذا الصرح العملاق وفقا لما خطط له. دورات نخبوية أوضح عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة المدينةالمنورة الدكتور بسام الميمني أن العمل الحالي الذي يقوم به القائمون على مشروع مدينة المعرفة يعد لبنة في بناء جيل قادر على قيادة وإدارة الصروح المعرفية والخدمية التي سوف تنشأ في مدينة المعرفة إدراكا منهم بأهمية العنصر البشري الذي يعد الركيزة الأساسية لأي تنمية فعالة على حد تعبيره. وقال: المتتبع للخطوات المنفذة من قبل مسؤولي المدينة يجد النوعية فيها، فمنذ سنين قاموا بجلب مدرسين ومحاضرين مرموقين من مختلف دول العالم المتقدمة من أجل تنمية القادة ليقدموا دورات لنخبة من مسؤولي الإدارات في المملكة ضمن دورات تعد الأفضل حاليا على مستوى المملكة تمهيدا للوقت الذي سيظهر فيه هذا المشروع على أرض الواقع خلال بضع سنين. وعن انعكاساتها على القطاعات الاقتصادية المختلفة، قال: يتضح من استراتيجيات المشروع أنها تستهدف في عمومها الأعمال، والتقنية، والإدارة، والتجارة، والجوانب الصحية، والعقارات، والنقل وغيرها من الجوانب التي تدعم اقتصاد المنطقة مما يعني أنها ستوفر أكثر من 22 ألف فرصة وظيفية، وستصب كلها في صالح المواطن والمقيم بالمنطقة. دعم للتجارة والصناعة وعن قدرة المدينة على تنمية الحركة التجارية أوضح عضو اللجنة التجارية الوطنية التابعة لمجلس الغرف السعودية محمود رشوان أن البحث العلمي كان السبب في نجاح الدول العالمية المتقدمة فقد حولوا البحث إلى منتجات صناعية وتجارية نقلت اقتصادياتهم من مرحلة نمو إلى المقدمة، وقال: الجانب المعرفي في المدينة سيركز على البحث العلمي الذي سيؤدي في ما بعد إلى زيادة التجارة بنسبة عالية جدا في ظل تميز المدينةالمنورة بخصوصيتها كمدينة مقدسة قادرة على جذب كافة الكوادر العلمية الإسلامية لتحقق مفهوم الاستثمار في الإنسان والمكان. وأضاف: مدينة المعرفة قادرة على تنفيذ ما عملت به الدول العالمية الكبرى التي تستقطب العقول لتنمية اقتصادياتها داخليا، فمن خلال هذه الفكرة يمكن إعادة تجميع الكوادر الإسلامية مرة أخرى في المدينةالمنورة لتستفيد منهم في مراكز البحث العلمي، وتمكنهم من افتتاح فروع لمنشآتهم الموجودة بدولهم داخل مدينة المعرفة. رشوان طالب بأهمية النظر إلى عمل ما أسماه ب(المؤاخاة)، تجمع مراكز مختصة في المعرفة مع تقنية المعلومات من اجل تكوين مجتمع معرفي يطبق اقتصادا معرفيا حقيقيا يوفر عوائد كبيرة. أداة التدريب وعن مجال التدريب وتأثير الاقتصاد المعرفي على هذا القطاع الواسع وصف عضو لجنة التدريب الوطنية التابعة لمجلس الغرف السعودية المهندس وائل الأخضر بأن التدريب هو أحد أدوات مدينة المعرفة على حد تعبيره، وقال: إنها تعمل على توفير وتأهيل الموارد البشرية العاملة بالإضافة للقوى العاملة الماهرة التي ستخدم في المشروع، كما أنها وضعت أجندة واسعة لتدريب الموظفين، والأكاديميين، والإداريين، إضافة لتقييم عملية التدريس وخطوات العمل في كل مرحلة من مراحل المشروع بهدف ضمان النجاح وتحقيق أقصى معايير الجودة. وأضاف: تتمتع مدينة المعرفة بوجود مدارس نموذجية وكليات عالية المستوى في المجال البحثي والمعرفي، ومعاهد تدريبية، وفنية، ولغات أجنبية بمواصفات عالمية مما يتيح للطالب أو المتدرب الكثير من الخيارات والفرص العلمية المميزة، وبالأخص في ظل وجود أفرع لكبريات الشركات العالمية العاملة بالمملكة في مجال البتروكيماويات، والتعدين، والسياحة، والتسويق، والإعلام وغيرها. الأخضر أشار إلى أنها فرصة سانحة، وقال: يمكننا القول بأنها فرصة عملية وتطويرية ذهبية قلما يجدها طالب العلم أو الباحث مجتمعة في مكان واحد مما يصقل مهارات أبناء المدينةالمنورة ويجعل لديهم القدرة التنافسية للعمل في شركات ومؤسسات كبرى ويزيد من فرص العمل بما يساعد على الاستقرار والأمان الوظيفي لقاطني المدينةالمنورة. الأخضر أكد قدرة المدينة بما تحتويه من أفكار وأهداف على استقطاب العديد بما يساهم في تلاقح المعرفة وتوطينها في مدينة المصطفى لتكون وجهة لطالبي العلم من جميع أنحاء العالم فتتنوع مصادر الدخل ويرتقي اقتصادها إلى مستويات أعلى، وبالتالي تكون صرحا شامخا ومنارة للعلم والتدريب. نهضة المقاولات أكد عضو لجنة المقاولين الوطنية ياسر السحيمي أن مدينة المعرفة ستحقق نهضة سريعة في قطاع المقاولات من خلال قدرتها على تنفيذ مشاريع كبرى ستجعل مقاولي المنطقة يحققون عوائد ربحية واضحة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن طريقة تنفيذ العمل هي التي ستحدد القدرة على ذلك التحول النهضوي في قطاع المقاولات. وقال: عندما تنتهي المدينة من إتمام مشاريع البنية التحتية وتطلع إلى فوق الأرض للبدء في تنفيذ مشاريع الأبراج وبقية المباني المدرجة في المخططات فإنها ستنقل قطاع المقاولات إلى مرحلة جديدة يستفيد منها الجميع، فقدرتها على سحب أعداد من شركات المقاولات إليها، وبخاصة الشركات الكبرى سيفتح السوق المحلية لباقي القطاع لكي يسد أي فراغ ينجم عن ذلك السحب، وبالتالي فإن كل المقاولين سيجدون أعمالهم قد ازدهرت، وعلى قدر تحرك المدينة الإنشائي يكون حجم الفائدة للمقاولات. السحيمي أكد أن ازدياد العمل سيقود إلى فتح فرص وظيفية كبيرة أمام الشباب السعودي، وقال: ازدياد المشاريع يؤدي حتما إلى تكون وظائف جديدة يتمكن أبناء المنطقة على وجه الخصوص من إشغالها وبدء حياتهم العملية.