أدرك صانع القرار في المملكة أهمية وجود «السكة الحديد» لتنطلق فكرة إنشاء سكة الحديد بالمملكة في منتصف الستينيات الهجرية (الأربعينيات الميلادية)، عندما برزت الحاجة إلى إنشاء ميناء تجاري على ساحل الخليج لنقل البضائع المستوردة عن طريقه إلى مستودعات شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو) في ذلك الوقت. وتعمل الخطوط الحديدية على إنشاء مشاريع جديدة للسكك الحديدية لتكون الشبكة أكبر مما هي عليه الآن ولتتوسع دائرة خدماتها وتشمل مدن وقرى جديدة فمنذ قرابة الشهر بدأت القطارات الجديدة بالعمل وهي قطارات تم تصنيعها على مستوى عالمي ومتميز بشكل جديد وبسعة جديدة وبسرعة أعلى مما كانت عليه القطارات القديمة. وبحسب ما أوضح الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس عبدالعزيز الحقيل أن المملكة تمضي قدما في تنفيذ أضخم توسعة لشبكة الخطوط الحديدية حيث ينتظر أن تشهد البلاد في القريب العاجل ولادة مشروعين كبيرين في مجال الربط السككي هما مشروع قطار الحرمين السريع الذي يربط مكةالمكرمة بالمدينة المنورة عبر مدينة جدة بخط حديدي بطول 450 كلم تقريبا، ومشروع قطار الشمال الجنوب الذي يربط وسط المملكة بشمالها مرورا بمناجم الفوسفات والبوكسايت، منوها باهتمام القيادة ومتابعتها الدائمة لهذه المشاريع التي تستهدف تطوير قطاع النقل بالسكك الحديدية والإفادة منه في تقديم خدمات متطورة في مجال نقل الركاب وشحن البضائع. وقال المهندس الحقيل «إن هذا الاهتمام من لدن القيادة يعكس الحرص الكبير الذي توليه للارتقاء بمستوى الخدمات التي يحتاجها المواطن والمقيم خصوصا ما يرتبط بتوفير وسائل نقل متطورة وآمنة وبما يسهم في خدمة خطط التنمية الشاملة التي تعيشها المملكة في المجالات الصناعية والاقتصادية والاجتماعية». داعم للتنمية وأضاف المهندس الحقيل بأنه من المعروف أن النقل بالسكك الحديدية من أهم دعائم التنمية في كثير من دول العالم ومن المعروف أن الاقتصاد السعودي هو أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط كما أنه من أكبر 25 اقتصادا في العالم، إلا أن حجم السكك الحديدية في المملكة لا يتناسب مع حجم اقتصادها ولا مع نموه الواعد والسريع. ورغم حرص المؤسسة العامة للخطوط الحديدية على تقديم أفضل الخدمات ضمن الإطار العملي الموجود حاليا، إلا أن الدولة أدركت أهمية تطوير وتعزيز شبكة السكك الحديدية في البلاد لتتماشى مع النمو الذي شمل كل جوانب الحياة فيها، ولتكون رافدا يقدم دعما حقيقيا لمجالات النمو المختلفة في شتى أرجاء المملكة. وفي هذا الإطار جاءت مجموعة من الخطوات التطويرية؛ بعضها على شكل مشروعات توسعية تشمل ربط غرب المملكة بشرقها، وربط شمالها بوسطها، وربط الحرمين الشريفين وما بينهما، وغير ذلك. كما تشمل العمل على تخصيص المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، وفتح الباب للاستثمار الوطني والأجنبي فيها بما يدعم دورها ويعزز نجاحها. مزايا متفردة وأشار الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية أن ما يميز النقل بالسكك الحديدية ويجعله يتفوق على غيره من وسائل النقل الأخرى كخيار لنقل الركاب أو البضائع. ومن هذه المزايا الأمان والسلامة إذ أن معدلات حوادث القطارات والوفيات أو الإصابات الناجمة عنها أقل بكثير من تلك المترتبة على حوادث السيارات مثلا السرعة فمعدل الوقت الذي يحتاجه القطار لنقل ركاب أو بضائع من محطة إلى أخرى بات منافسا جدا مع وسائل النقل الأخرى، ويجري تحسينه باستمرار عن طريق زيادة سرعة القطارات واختصار مساراتها وغير ذلك. تعزيز السلامة وكشف رئيس سكك الحديد أن مشاريع السلامة في السكك تجاوزت كلفتها 55? مليون ريال، شملت مشاريع لتعزيز مستوى السلامة في القطارات من خلال إدخال التقنيات الحديثة كنظام الإشارات والاتصالات المتكامل الذي يتم تنفيذه بواسطة شركة عالمية متخصصة، وكذلك أنظمة استشعار تكامل القطار أثناء السير وأنظمة تحسس ثبات مسير القطار على الخط ونظام المحاكاة لتدريب قائدي القطارات، ومشاريع بحثية وعلمية تقوم على إعداد وتنظيم الندوات لدراسة بعض الظواهر والمشكلات التشغيلية كظاهرة زحف الرمال على الخطوط الحديدية وقضايا السلامة الأخرى. تنامي الحركة وذكر المهندس الحقيل أنه بعد تنفيذ مشروع قطار الحرمين السريع فإن التوقعات تشير إلى تنامي عدد الحجاج والمعتمرين، ووفقا لإحصاءات وزارة الحج فإن عدد الحجاج والمعتمرين المتوقع خلال ال25 سنة القادمة سيصل إلى أكثر من 3 ملايين حاج، وأكثر من 11 مليون معتمر، وهو ما يعني مضاعفة حركة نقل الركاب عبر القطارات التي تعد الوسيلة الأفضل لنقل هؤلاء الحجاج والمعتمرين، إضافة إلى تأمين 6 قاطرات قوتها 200 حصان تضاف إلى القاطرات العاملة في مجال نقل البضائع، تعتزم المؤسسة مواصلة التوسع في نشاط نقل البضائع والركاب، وذلك من خلال زيادة طاقة النقل بما يقارب 6?% من حجمها الحالي.