إذا صح ما نشر عن قلم الدكتور عبدالإله ساعاتي في هذه الجريدة ليوم الثلاثاء 1/5/2012م -ولا شك أنه صحيح- فهذا ذكرني بموقف مثيل واجهته وأنا رئيس لقسم الباطنية بمستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة عام 1982م عند افتتاح المبنى الجديد المكون من أربعة أدوار . وجدير بالذكر أن هذا المستشفى الجديد قام بافتتاحه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ( طيب الله ثراه ) وضيفه الملك حسين بن طلال ( يرحمه الله ) وقد رحبا بالورود من (ابنتي الكبرى سهام في وسط قلبي) لمليكها وكريمة العميد متقاعد الصديق أحمد محمد الحلفاوي للملك حسين . كان المستشفى القديم آنذاك عبارة عن دور أرضي فقط . وعند نقل المرضى والعيادات من المستشفى القديم إلى المستشفى الجديد ذهبت لتفقد وضع وتوزيع العيادت التخصصية في المبنى الجديد . فوجدت أنه وضعت لافتة على إحدى العيادات بعبارة ( TB CLINIC ) أي عيادة الدرن أو السل . ذهبت لمدير المستشفى آنذاك كان الدكتور عبدالحميد أبو السعو (يرحمه الله) وتقدمت باعتراضي على وجود عيادة السل بين باقي العيادات التخصصية لاسيما عيادات مرضى السكري . تردد مدير المستشفى كثيرا في الأخذ برأيي وفي نهاية المطاف ذكرت له بأنني سأضع على باب هذه العيادة لافتة ثانية تقرأ (عيادة مرض السل) وسأترك الحل لجميع المرضى هم سيقررون ما هو أصح لمستشفاهم ولكن قبل وضع هذه اللافتة رغبت أن أخبر سعادة المدير . وفي اليوم الثاني ذهبت إلى العيادات وإذا عيادة مرض السل قد ألغيت ووضعت في مبنى منعزل خارج مبنى المستشفى وبعيدا عنه . فكان زميلي وصديقي الدكتور عبدالحميد أبوالسعود رجلا ذكيا ملما ، يعمل لمصلحة المرضى قبل كل شيء . مرض السل الرئوي مرض من الأمراض شديدة العدوى ينتقل من مريض إلى شخص صحيح عن طريق التنفس أي الهواء . وبما أن غرف العزل في مستشفى الملك فهد العام نظام التكييف بها مثلها مثل باقي الغرف وكل نظام تكييف مركزي فتحاته في الغرف اثنتان إحداهما تشفط الهواء الحار من داخل الغرفة والثانية تدفع بالهواء البارد إلى داخل الغرفة . معنى ذلك أن بكتيريا السل قد شفطت من غرف العزل التي منوم بها مرضى السل ووزعت على باقي غرف المرضى والمستشفى بما فيها مكتب مدير المستشفى . وللمعلومية أن فلترات المكيفات لا تحجز بكتيريا السل ، لذا إن كان هذا هو وضع نظام التكييف المركزي في مستشفى الملك فهد العام بجدة لاسيما في الغرف المعنية ، فأناشد معالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أن يصدر أمره الوزاري بتطعيم جميع مرضى مستشفى الملك فهد العام بجدة بلقاح ال BCG وإلغاء غرف مرضى السل من المستشفى العام ونقلها إلى مستشفى الدرن للعلاج والمتابعة بعيدا عن هذا المستشفى العام . وقد لقبت في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة بلقب «د/ حسنين يشم رائحة مرضى السل» بسبب أنني كنت سريع التشخيص للمصابين بهذا المرض خلال فترة عملي في المستشفى ما بين عام 1980م إلى عام 1997م ، وبحكم خبرتي المتواضعة التي كسبتها أثناء عملي في مستشفى الحميات لدى وزارة الصحة البريطانية في بريطانيا . وما ذكرته هنا عن علوم علمية طبية صحيحة لا تحتاج إلى استشاري متخصص بل هي علوم تعتبر من أبجديات علوم الطب أي« أ ب» كتبت منذ قرن . {وفوق كل ذي علم عليم} . للتواصل (( فاكس 6079343 ))