أكد صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، على الأكاديميين في جامعة الباحة تكثيف الاهتمام بالبحث العلمي، وجعل قاعات المحاضرات جاذبة للإبداع مع استنهاض روح الابتكار والاستنباط والسعي لأن تصبح الجامعة مركز إشعاع لخدمة المجتمع وتطوره من خلال البحوث الميدانية والدراسات. وبين سموه لدى رعايته حفل تخريج الدفعة السادسة من طلاب الجامعة، أنه يثق في أن الجامعة بكوادرها العلمية المتميزة وطلابها النابهين قادرة للمضي بهذه الرؤى وغيرها إلى واقع ملموس. وهنأ سموه خريجي الجامعة، وقال «منذ أسبوع تقريبا سعدت كثيرا بزيارة المدينة الجامعية لتفقد سير عملها، وسرني ما رأيت من مشاريع وخطط طموحة، وازددت سرورا حين التقيت نخبة من الطلاب الذين منحوني فرصة الحديث والاستماع إليهم، ولست مبالغا إذا قلت إنه كان لقاء أكثر من رائع تجلت من خلال مداخلاته صورة الطالب النابه الواعي بفكره وحسه، فقد عكست آراء الطلاب مساحة من التطلعات المنشودة والآمال الطموحة، وليس في ذلك غرابة فأبناء الوطن هم عنوان للشباب المميز والغيور على مستقبل وطنه». وأكد سموه أن المتأمل في مراحل تطورات الحياة منذ قرون يدرك أهمية العلم كعنصر يقود البشرية نحو الكثير من التحولات، حتى أصبح في الحاضر القوة الحقيقية المؤثرة في حياة الناس، ومن دونه لا تستطيع الشعوب بناء حضارتها، مستدلا سموه بما أورده القرآن الكريم في مواضع عدة من دعوة للعلم والتعلم، ولفت سموه النظر إلى إدراك الملك عبدالعزيز المبكر بأن بناء الوطن لا يتم إلا من خلال العلم، وأنه مطلب تعبدي لله وضرورة حياتية، حيث أولاه اهتمامه وحرصه حتى أصبح في صدارة اهتمامات خطط التنمية المتعاقبة، مبرزا حجم الإنفاق الكبير في السنوات الأخيرة الذي ركز في إنشاء المدن الجامعية وفتح أبواب الابتعاث أمام الطلاب والطالبات إدراكا من القيادة بأهمية العلم والشباب، وأن الاستثمار الأمثل في بناء الإنسان بالعلم. وخاطب سموه الخريجين قائلا «تذكروا أن رحلة العلم لا حدود لها وأن ميدان العمل باب من أبواب المعرفة، والبحث والتطبيق يستدعي إخضاع كل تجربة لرفع الحصيلة المعرفية خدمة للدين ثم المليك والوطن». الطالب مهدي بن عبدالناصر الكرت عبر في كلمة نيابة عن الخريجين، عن سعادتهم بتخرجهم من الجامعة متسلحين بالعلم والمعرفة، مؤكدين حرصهم على تطبيق كل ما تعلموه في خدمة دينهم ثم مليكهم ووطنهم. وثمن مدير الجامعة الدكتور سعد بن محمد الحريقي رعاية أمير المنطقة للحفل، معربا عن اعتزاز الجامعة ومنسوبيها بتدشين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمرحلة الأولى ووضع حجر الأساس للمرحلة الثانية للمدن الجامعية بقيمة تفوق 81 مليار ريال. وأشار إلى أن الجامعة حظيت مؤخرا بزيادة في أعداد كلياتها بعد اعتماد افتتاح كلية الصيدلة الإكلينيكية مطلع العام الحالي، وافتتاح كلية علوم الحاسب وكلية العلوم والآداب في محافظة قلوة العام الجامعي المقبل لتصبح في الجامعة 15 كلية متنوعة. وبين أن الجامعة تسعى من خلال خطتها الاستراتيجية لتتبوأ مكانة رائدة في التعليم العالي، والحصول على الاعتراف العالمي بأقسامها وبرامجها، من خلال تحقيق الشراكة الأكاديمية في البرامج التعليمية مع الجهات المتميزة. وعقب ذلك أعلن عميد القبول والتسجيل في الجامعة الدكتور علي بن عثمان الزندي النتيجة النهائية وتضمنت تخريج 3505 طلاب وطالبات، بمختلف الدرجات العلمية الماجستير، الدبلوم العالي، البكالوريوس، الدبلوم. وفي ختام الحفل كرم سموه الطلاب المتميزين والمتفوقين، وسلم عمداء الكليات بطاقات التهنئة، فيما تسلم هدية تذكارية من مدير الجامعة ثم التقطت الصور التذكارية لسموه مع الخريجين.