من أهم القضايا التي تتفاعل في واقعنا الفلسطيني اليوم، هي قضية الأسرى داخل السجون الصهيونية، هؤلاء اعتقلوا وهم يدافعون عن قضية الأمة المقدسة وهي قضية فلسطين، فما يقارب خمسة آلاف أسير فلسطيني داخل المعتقلات الصهيونية يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية. إلى ذلك، بين القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد خليل المدلل في حديثه ل «عكاظ» أن أشكال التعذيب تتمثل في الضرب والشبح لساعات طويلة، والتفتيش العاري والقمع الممنهج ليلا ونهارا، عدم زيارة أهاليهم لهم خصوصا أسرى قطاع غزة حيث مضى أكثر من 6 سنوات ولم يستطع أهل قطاع غزة زيارة أبنائهم في الأسر. وأوضح المدلل الذي يقبع نجله الأكبر «طارق» في السجون الصهيونية للسنة التاسعة ولم يستطع أهله زيارته للسنة السابعة على التوالي والمحكوم عليه 14 عاما، أن الأسرى يطالبون بأدنى الحقوق الإنسانية مثل الطعام الذي يسد رمق الأسير إلى جانب سوء نوعيته، وعدم إدخال المجلات والصحف وتخصيص المرئي على قنوات معينة تحددها السلطات الإسرائيلية وهي قنوات إسرائيلية إباحية، إلى جانب أن بعض الأسرى تعرضوا للضرب حتى الموت وبعضهم يتعرض إلى هذه اللحظة إلى ضرب متواصل قد يفقده حياته. وأشار إلى أن من الأسرى المرضى الذين لا يتلقون أي عناية ولا يقدم لهم العلاج المطلوب، ومنهم من يعاني أمراضا مزمنة إلى جانب أمراض باطنية وسرطانية، وقد قضى بعضهم وهو يعاني من هذه الأمراض دون مراعاة لأدنى الحقوق الإنسانية. وأكد أن أكثر من 300 أسير فلسطيني يعانون من ما يسمى «الاعتقال الإداري»، وفي ظل هذا الاعتقال تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بمداهمة بيته واعتقاله من بين أهله وأبنائه دون توجيه أي تهمة، ولا يستطيع طلب محام ليدافع عنه، ولا يستطيع أن يدافع عن نفسه، وتقوم سلطات الاحتلال بتجديد الاعتقال الإداري للمعتقل مرات عديدة، وقد تصل مدة الاعتقال إلى 10 سنوات دون توجيه تهمة محددة للمعتقل. وقال المدلل معقبا: أمام هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه الأسرى داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وأمام الصمت الدولي والإسلامي والعربي لم نسمع لهم إلى هذه اللحظة كلمة يدافعون من خلالها عن هؤلاء المظلومين أمام هذا الجبروت والعنجهية الصهيونية. وأضاف معقبا: «إن الأسرى العزل من كل شيء إلا الإرادة يواجهون هذا الإجرام الصهيوني ولم يكن أمامهم خيار إلا خيار الأمعاء الخاوية، الإضراب عن الطعام حتى يستجيب العدو الصهيوني لمطالبهم الإنسانية العادلة التي أقرتها لهم القوانين السماوية والأرضية، واليوم من مضى على إضرابه منهم عن الطعام ما يزيد على شهرين ويهددون باستمرار الإضراب حتى المرضى منهم اضطروا لخوض هذا الإضراب، وهناك أخوات فلسطينيات لنا في الأسر أمضين أكثر من 11 عاما اضطررن إلى خوض الإضراب عن الطعام مع باقي الأسرى الخمسة آلاف، مما اضطر الشعب الفلسطيني بكافة فصائله للقيام بمظاهرات في الضفة وغزة والقدس وأراضي ال 48 دفاعا عن الأسرى ونصرة لهم وخوفا على حياتهم، حيث إن الأسيرين ثائر حلاحلة وبلال ذياب مضى على إضرابهما عن الطعام أكثر من 65 يوما ويتهددهم خطر الموت في كل لحظة مما سيشعل المواجهة مع العدو الصهيوني في كافة الميادين خصوصا أن حركات المقاومة وحركة الجهاد الإسلامي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الإجرام الصهيوني ضد أسرانا الذين يقضون زهرات شبابهم داخل المعتقلات الصهيونية دفاعا عن فلسطين والقدس ودفاعا عن كرامة الأمتين العربية والإسلامية.