تمكنت الباحثة السعودية الدكتورة آمال بنت يحيى الشيخ من جامعة الملك عبدالعزيز في ورقة العمل التي قدمتها إلى المؤتمر العالمي لنظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، الذي عقد مؤخرا في تونس، من حصر معظم الأماكن الأثرية والسياحية الهامة، المنتشرة في المدينةالمنورة وعددها 61 موقعا تم رصدها ميدانيا بواسطة جهاز تحديد المواقع ( GPS) حيث تم تحديد الموقع الجغرافي لهذه الأماكن حسب الاتجاهات الأربعة للمسجد النبوي الشريف. وتطرقت الشيخ في ورقة العمل التي حملت عنوان «التحليل المكاني للمواقع الأثرية والسياحية في المدينةالمنورة...باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، إلى تطبيق منهجية التحليل المكاني للمواقع الأثرية والسياحية في المدينةالمنورة باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS) من خلال استخدام أدوات التحليل المكاني المتوفرة داخل بيئة برمجيات نظم المعلومات الجغرافية مثل ArcGIS Spatial Analyst المتميز بقدرته الفائقة على تحليل البيانات المكانية المرتبطة بقاعدة بيانات وصفية للتعرف على خصائص المكان لموقع محدد من خلال دراسة العلاقات المكانية للظاهرة الجغرافية، ومعرفة نمط التوزيع الجغرافيPattern of geographical distribution للمعالم الجغرافية وانتشارها على سطح الأرض. وحول طبيعة الدراسة أوضحت الشيخ أن الدراسة اعتمدت على المنهجين الوصفي والتحليلي للبيانات الرقمية مع الاستعانة ببعض الأساليب الكمية التحليلية والإحصائية والتمثيل البياني والكارتوغرافي لإبراز الخصائص المكانية للمواقع الأثرية والسياحية في المدينةالمنورة، وأضافت وخلصت دراسة التحليل المكاني Spatial Analyst للمواقع الأثرية والسياحية في المدينةالمنورة إلى وجود تباين واضح في التوزيع الجغرافي لهذه المواقع، حيث تركزت معظم المواقع في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي الشريف بنسبة 40 %، بينما تركزت في الجهة الشمالية الغربية للمسجد النبوي الشريف بنسبة 33 %، في حين أظهرت الدراسة افتقار الجهة الشرقية للمسجد النبوي الشريف من انتشار المواقع الأثرية والسياحية حيث بلغت النسبة 17 % في الجهة الشرقية الجنوبية للمسجد النبوي الشريف، وبنسبة 11 % في الجهة الشرقية الشمالية للمسجد النبوي الشريف. وأوصت الشيخ في ختام ورقة العمل بضرورة الحفاظ على الطابع الحضاري والسياحي للمواقع الأثرية والسياحية في المدنية المنورة، من خلال الاهتمام بها، ورعايتها، وترميمها، وصيانتها، ونظافتها باستمرار، والعمل على تحسين الطرق المؤدية للأماكن الأثرية والسياحية، وتطويرها، وصيانتها ، إلى جانب الاهتمام بالمنطقة التي تحتويها (قرية أو مدينة)، ضرورة العمل على إعداد برامج سياحية تبين أهمية هذه الأماكن الأثرية والسياحية للمواطن والسائح، والعمل على دعم عجلة التنمية السياحية، وذلك من خلال الإعلان بالكتب، والنشرات السياحية، وشتى أنواع وسائل الإعلام، الاهتمام بنشر الخرائط والمخططات الأثرية والسياحية بمختلف اللغات، والعمل على توفيرها في المكتبات العامة، ونشرها من خلال وسائل التعليم المختلفة ليسهل تناولها، الاهتمام بالمواقع الأثرية والسياحية في باقي مدن المملكة، وتشجيع الدراسات والأبحاث التي تسهم في إبراز هذه المواقع، والتعريف بها، وقد أثبتت الدراسة أن المسجد النبوي الشريف يعد أقوى عامل مؤثر في التوزيع الجغرافي للأماكن الأثرية والسياحية في المدينةالمنورة، لذلك تقترح الباحثة العمل على إيجاد كافة الوسائل والسبل للمساهمة في تخفيف الضغط عن المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، للحفاظ على الطابع الحضاري والتاريخي للمسجد النبوي الشريف، والمنطقة المحيطة به.