أكد الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة الدكتور زعلول راغب النجار، أن من الشواهد المادية على كرامة الحرم المكي توسطه من اليابسة، وانتفاء الانحراف المغناطيسي على مسار خط طول مكةالمكرمة، وحماية الله تعالى له من كل من الهزات الأرضية المدمرة والثورات البركانية العنيفة على الرغم من قربه من خسوف البحر الأحمر. وأكد أن الأمن الذي جعله للحرم هو إعجاز رباني، لقول الله تعالى: (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا)، مبينا أن كل من دخل إلى هذا الحرم صار آمنا على نفسه، مطمئنا على ماله، ولو كان مطلوبا للثأر فلاذ بالحرم، وكان ذلك سائدا حتى في زمن الجاهلية، وكان من بقايا إجلال الناس لهذا المكان الذي حرمه الله تعالى يوم خلق السماوات والأرض. وأشار إلى أن الأمن في الحرم المكي ليس للإنسان فقط، بل هو أيضا لجميع الكائنات من حيوان ونبات وجماد، فقد حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعضد شوكه أو أن يقلع حشيشه أو أن يقطع شجرة الفطري أو أن ينفر صيده أو أن تلتقط لقطته إلا لمن أراد أن يعرف بها. وبين أن التاريخ يروي لنا أن كل جبار قصد الحرم المكي بسوء أهلكه الله تعالى ولم يمكنه من تحقيق هدفه، وذلك من مثل ما حدث مع أصحاب الفيل، وربنا تبارك وتعالى قد تعهد بحماية بيته العتيق وحرمه، فقال عز من قائل: (من يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم)، وتحقيقا لهذا الوعد الإلهي فإن العقوبة تعجل لكل من انتهك حرمة في الحرم المكي، وتأكيدا على حماية رب العالمين لهذا الحرم الشريف قال المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ الدجال يطوي الأرض كلها إلا مكة والمدينة.