سجلت حالات الطلاق في المدينةالمنورة أرقاما قياسية خلال الأعوام الماضية. وتفاوتت أسباب الطلاق بين ما هو مقبول، وأسباب أخرى غير مقبولة، ما دفع المختصين إلى إجراء دراسات تحليلية عن الأسباب الفعلية التي تقود إلى ارتفاع نسبة الطلاق في المدينةالمنورة بشكل خاص، ومناطق المملكة بشكل عام، وكانت نتائجها مخيبة للآمال، حيث أوضحت الدراسات أن الطلاق في مناطق المملكة بات هاجسا مخيفا تخشاه جميع الراغبات في الزواج، الأمر الذي دفع وزارة العدل عبر موقعها على الانترنت إلى تخصيص رابط يسمح بمتابعة آخر الإحصائيات عن حالات الطلاق في جميع مدن المملكة، إذ تسعى الوزارة من خلال ذلك الإجراء إلى اطلاع المختصين وجميع شرائح المجتمع على الارتفاع الفعلي لنسب الطلاق في المحاكم السعودية مقارنة بالأعوام السابقة. وكشف موقع الوزارة على الانترنت أن منطقة المدينةالمنورة، سجلت حتى الآن نحو 673 حالة طلاق بنسبة أقل عنها في الفترة نفسها من العام الهجري الماضي، التي سجلت نحو 800 حالة طلاق، ووصلت حالات الطلاق في المدينةالمنورة خلال العام الهجري 1432 إلى 1772 حالة بنسبة 33% من حالات الطلاق في المملكة، وساهم تفعيل مجالس الصلح في المحاكم العامة خلال الفترة الماضية من العام الحالي، في انخفاض النسبة بشكل ملحوظ. في المقابل، أوضح ل«عكاظ» المدرب في الشؤون الأسرية أيمن الدبور أن غياب الدورات الخاصة بنشر الوعي حول ركائز العلاقات الزوجية من حقوق للزوج والزوجة، تسبب في ارتفاع نسبة الطلاق في المدينةالمنورة، مطالبا بعقد المزيد من ورش العمل داخل المدارس الثانوية والجامعات، حول نجاح العلاقة الزوجية وكيفية بناء الأسرة السعيدة والمحافظة على استقرارها، وعلى الجهات المختصة سرعة اتخاذ الإجراءات التي تساهم في نشر الوعي بين الشباب والشابات حول العلاقة الزوجية الشرعية السليمة. كما طالب الدبور بضرورة إلزام المتقدمين للزواج من الجنسين بالخضوع لدورات تأهيلية في العلاقة الزوجية يحصل من خلالها الشاب او الفتاة على رخصة مؤهل للزواج. من جهة أخرى، أوضح المأذون الشرعي محمد الحربي أن المحاكم في المملكة تقوم بإحالة الزوجين قبل اتخاذ قرار إنهاء العلاقة الزوجية إلى لجان مختصة، وهي لجنة الصلح الموجودة في جميع محاكم المملكة، وتتكون عضويتها من خبراء ومختصين في الشؤون الأسرية، وذلك لمحاولة تقريب وجهات النظر بين الزوجين قبل قرار الطلاق، مضيفا أن هناك من تنجح معهم محاولات لجنة الصلح، في الوقت الذي تفشل مع الكثير منهم. وذكر الحربي أن أسباب الطلاق كثيرة منها ما هو مقبول ومنها ما يعتبر سببا لا يستدعي إلى إنهاء العلاقة الزوجية، مشيرا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيسبوك» ومواقع الشات المتعددة، دخلت وبشكل قوي في الكثير من أسباب الطلاق، وذلك من خلال دعاوى بعض النساء عن انشغال أزواجهن بتلك المواقع أو حتى التعرف على نساء أخريات، وبالتالي الانشغال عن الأسرة وتلبية متطلباتها الرئيسية، لافتا إلى أن المخدرات والتدخين ما زالت من أبرز أسباب إنهاء العلاقة الزوجية.