عشت في الظهران وكانت عبارة عن جبل واحد تحيط به تلال ورمال (طعوس) ويمر فيها طريق واحد، وكانت الرمال تغلقه لدرجة أننا نضيع عن الطريق أثناء الليل وندخل في الرمال، وما كنا نروح للظهران غير للمقناص (الصيد) أو للرحلات، وكنا نعيش في عشش في الخبر، ولا يوجد أي سيارات وكنا نقطع المسافات مشيا على الأقدام، وكذلك سكان الدمام في ذلك الوقت كانوا يأتون للظهران مشيا، وبعدين اكتشفت أرامكو المنطقة وخططتها وطورتها وبدأت المباني في الدوحة والدانة قبل حوالى 40 عاما، ونقلت أرامكو إدارتها من نيويورك إلى الظهران وحولت المنطقة إلى مصانع وعمائر وطرق ومدارس نموذجية، وقدمت أرامكو سيارة واحدة لأهالي الخبر يقضي عليها جميع السكان مشاويرهم وأغراضهم، وكان السائق المخصص لها اسمه فرج الدوسري وبعدها خلفه على قيادتها جاسم الدوسري، والناس يسمونها «فور باي فور». وتطورت المنطقة خطوة خطوة على يد أرامكو، وكنا نعاني قبل ذلك من العواصف الرملية التي تستمر 40 يوما لدرجة أننا شردنا (هربنا) من العشش إلى البحر إلى أن توقفت الرمال الزاحفة علينا من الظهران. وأتذكر أنني كنت أداوم من بعد صلاة الفجر مشيا من الخبر إلى الظهران بحدود الساعتين علشان ما يطوفني (يفوتني) الدوام. الحمد لله، بعد أرامكو تطورت المنطقة وبعد سنوات امتلكت سيارة موديل 1965م، وتحسنت المواصلات والمدارس والبنية التحتية حتى صارت كما نراها اليوم. * من قدامى موظفي أرامكو (متقاعد) وأول رئيس لنادي القادسية