للمال قيمته العظيمة، وأهميته الكبيرة في المعيشة الجميلة، والحياة الكريمة، وهو الذي قسمه الخالق سبحانه وتعالى بين الناس أجمعين؛ ليعينهم على العبادة، ويساعدهم في العمارة، (الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم)، أمر الأغنياء منهم بالشكر والإنفاق، وأمر الفقراء بالعمل والصبر والدعاء؛ حتى يأتيهم فرجه، ويزيدهم من خيراته ورزقه. ونحن في هذا الزمان؛ نشاهد أن غالبية الناس يشتكون من العوائد القليلة، والمصاريف الكثيرة، والأسعار المرتفعة، والمعيشة الضيقة، والحياة الصعبة، خصوصا لدى الفئة الشبابية؛ التي تعاني من الفراغ والملل، وعدم توفر الوظيفة الملائمة، أو العوائد الضعيفة، لكن المشكلة أن منهم من يكثر السخط المتواصل من حاله، والتذمر المستمر من وضعه، بينما فراش نومه، يشتكي من كثرة لزومه له، وانبطاحه عليه، فيعطل بذلك قدراته، ويذبل بسببه نشاطه وحماسه. ولكي يجد الشاب مالا حلالا، ومكسبا وفيرا؛ فإن عليه أن يستعين بالله تعالى في سعيه، وأن يتوكل عليه في عمله، ويزيد في شكره، فإن طاعته تجلب الرزق الوفير، والمال المبارك. وكما أن صلة الرحم تنمي المال، وتمد في الأجل، فكذلك الإنفاق في سبيله ؛ باب عظيم؛ لجلب الخير، وإنماء المال، ففي الحديث القدسي الصحيح: (يا ابن آدم، أنفق أنفق عليك).. ومما يعين على زيادة الرزق، اهتمام الإنسان الشديد باستثمار الأوقات، والعناية المتواصلة بتطوير القدرات، ثم العمل في أكثر من مهنة مناسبة، يكون لها مكاسب طيبة، وإن كانت حرفة يدوية مرهقة؛ ولعلكم قرأتم في سير كبار التجار ورجال الأعمال؛ أنهم بدؤوا الكفاح بأيديهم، وواجهوا الضنك، وعانوا من المشقة، ولم تمنعهم الخطوة الفاشلة، أو التجربة الخاطئة؛ عن استمرار العمل الدؤوب، ومواصلة الصعود والصمود.