وجه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، بتوفير منزل من حسابه الخاص، ومبلغ مالي مجز للمواطن صبيح بن سويلم العطوي، والذي عفا أمس، في مبادرة إنسانية جميلة عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى، بعد أن توجه إلى محكمة تبوك وصادق على تنازله شرعا عن قاتل ابنه الذي فقده قبل عام وثمانية أشهر. «عكاظ» تواجدت أمس في منزل المواطن صبيح العطوي في تبوك بعد العفو مباشرة، وأكد خطوته بالقول: «عفوت عنه لوجه الله تعالى وابتغاء لمرضاته ومثوبته واحتسابا للأجر قبل أي شيء، واحمد الله تعالى الذي وفقني لهذا الأمر الذي يحث عليه ديننا الحنيف». وأضاف: «ارفع شكري وتقديري لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك الذي كانت شفاعته سببا بعد الله في أن أعيد التفكير أكثر من مرة، وأتوكل على الله سبحانه وتعالى وأقبل شفاعته، لأننا نعتز بقيادتنا الحكيمة وبولاة الأمر وهم قدوة صالحة لكل أبناء هذه البلاد»، وزاد: «اشكر الشيخ عليان بن مطلق الضرج شيخ قبيلة السليمات من بني عطية الذي كانت له مساع حميدة في نقل شفاعة أمير منطقة تبوك وتقديمه للجهود المتواصلة من أجل تقريب النفوس والسعي في الخير وجزاه الله عنا خير الجزاء». من جهته، رفع الشيخ عليان بن مطلق الضرج، الشكر لله تعالى أولا، ثم لأمير منطقة تبوك على شفاعته الكريمة وحرصه واهتمامه المستمر بما تحقق من عفو كريم من والد المقتول تجاه قاتل ابنه، وقال: هذا أمر ليس بمستغرب من الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز الذي له الكثير من الأيادي البيضاء على أبناء المنطقة في السراء والضراء، وأهنىء أخي صبيح العطوي على تجاوبه الكريم وحرصه على فعل الخير لوجه الله تعالى. وأضاف: «وجه أمير المنطقة بدراسة أحوال المواطن صبيح بن سويلم الذي يعول أسرة كبيرة مكونة من عشرة أفراد ويسكن في بيت شعبي، وأمر بعد ذلك بتوفير منزل جديد له ولأسرته ومبلغ مادي مجز، مع توفير وظيفة لأحد أبنائه، خصوصا وأن المواطن العطوي يعول أسرة كبيرة ولديه طفلة تعاني إعاقة دائمة. وكان الشيخ عليان بن مطلق الضرج، أولم أمس مأدبة عشاء كبيرة في منزله دعا إليها وجهاء القبيلة وأفرادها وجمع بين أسرة القاتل وأسرة المقتول، وهنأ الجميع بما تحقق من عفو كريم.