يكرم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم مساء الاثنين المقبل، الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله أبا الخيل وزير العمل والشؤون الاجتماعية سابقا وعضو مجلس الشورى السابق، وتأتي الخطوة ضمن سلسلة تكريم رموز المجتمع في المحافظة سنويا، والذي تنظمه الجمعية الخيرية الصالحية ممثلة بمركز صالح بن صالح الاجتماعي في عنيزة. وثمن محافظ عنيزة المكلف فهد السليم، دعم أمير المنطقة وتشجيعه لكل المبادرات الحسنة بالمنطقة، وقال: تشريف الأمير فيصل بن بندر لحفل الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل، يعد واحدة من تلك الخطوات التي يحرص عليها أمير المنطقة ويقدرها كثيرا. من جهته، أعرب المهندس أسامة بن عبدالرحمن أبا الخيل نجل الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل، عن شكر والده وشكره وكافة أفراد الأسرة لما حظي به والدهم من أهالي محافظة عنيزة عامة وأسرة الجمعية الخيرية الصالحية ممثلة بمركز صالح بن صالح الاجتماعي من تكريم، وقال: «هذا أمر ليس بمستغرب على أهالي عنيزة هذا الوفاء لمن كرسوا حياتهم من أجل الوطن وقدموا عطاءهم له منذ زهرة شبابهم». وحول سيرة والده قال المهندس أسامة، إن والده ولد في محافظة عنيزة في منطقة القصيم عام 1345ه 1925م وتعلم القرآن الكريم والخط في الكتاتيب في عنيزة، والتحق في أول مدرسة حكومية أسستها الدولة في عنيزة والتي هي امتداد للمدرسة التي أنشأها في بداية الأمر الشيخ صالح بن صالح رحمه الله والتي افتتحتها الدولة عام 1356ه (1937م) ثم انتقل بعدها حفظه الله مع والده (جدي) إلى البصرة جنوب العراق والتحق بمدرسة النجاة الشهيرة في مدينة الزبير وعاد إلى مسقط رأسه «عنيزة» ليعمل معلما في مدرسته الأولى «العزيزية» تحت إدارة مؤسسها صالح بن صالح وشقيقه عبدالمحسن الصالح. وزاد: ارتحل والدي إلى مكةالمكرمة لإكمال دراسته الثانوية في المعهد السعودي وتم ابتعاثه إلى جمهورية مصر العربية فدرس في كلية الآداب في جامعة فؤاد (القاهرة) حالياً، وتخرج منها عام 1372ه 1952م ليلتحق فور تخرجه في وزارة الخارجية وبقي فيها عامين تمرس خلالها في أعمال الوزارة وأقسامها ثم التحق بأول عمل دبلوماسي له في السفارة السعودية في القاهرة لمدة ثلاث سنوات وقضى مثلهن في السفارة السعودية في بيروت. وأضاف: في عام 1380ه 1960م عين في عهد الملك سعود وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية قضى فيها خمسة عشر عاما اقترن معظمها بعهد الملك فيصل، وخلالها صدر نظام جديد للعمل والعمال ونظام التأمينات الاجتماعية وتأسست مؤسسة التأمينات والضمان ومراكز التدريب المهني ورعاية الشباب، وفي عهد الملك خالد عين سفيرا في مصر واختير في عهد الملك فهد عضوا في مجلس الشورى في دورته الأولى. بدوره، قال الدكتور عبدالعزيز الخويطر وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء «صلتي بالشيخ أبا الخيل هي أولا صلة قرابة وكان التزاور بين أسرتينا لا ينقطع، وفي أحد الأعياد جاء للسلام على جدي وتهنئته بالعيد، فجلست معه في القبة بعد أن سلم على جدي وهنأه بالعيد، وكان يلبس لباس العيد وعمره آنذاك بين الخامسة والسادسة، وقد فرح بي وفرحت به وكنت أدعي أنه أكبر مني، ومن ذلك اليوم كنت لا أنقطع عن زيارة بيتهم لأني أجد منه لطفا وحفاوة». وأضاف: التحق الشيخ أبا الخيل بكلية الآداب بجامعة فؤاد وكان جادا في دراسته ومواظبا على أوقات المذاكرة والتحصيل وتقدمه بالدراسة مما جعله ينهي سنوات الجامعة بانتظام مع تقديرات متميزة في كل سنة وكان حريصا على اختيار زملائه في السكن في بيت البعثة فهو يختار الجادين مثله. من جهته، تحدث الدكتور عبدالرحمن الشبيلي عن مواقف الشيخ أبا الخيل مع القطاع الخاص وقال: «اختارت مؤسسة المدينة الصحفية أبا أيمن عبدالرحمن أبا الخيل مديرا عاما للمؤسسة لمدة ثلاث سنوات وكان أحد مؤسسيها، كما دخل القطاع الخاص وفتح مكتبا باسمه (مؤسسة الرحمانية في جدة) وبعد صدور النظام الجديد لمجلس الشورى واختيار أعضائه كان هو من بين الأعضاء في الدورة الأولى عام 1414ه ولمدة أربع سنوات، وهكذا يلحظ أن الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل قد تقلب بين أنواع مختلفة من الوظائف القيادية والدبلوماسية والإدارية في القطاعين العام والأهلي كما شارك في العملية الشوربة دون أن ننسى أنه مارس التدريس في مقتبل حياته بالمدرسة العزيزية في عنيزة. وتابع الدكتور الشبيلي قائلا: ولعله من باب المبالغة أن يقال أنه يندر أن يوجد رب عائلة يحيط تفصيلا بما يحيط به هو من دقائق الأمور المتصلة بأولاده وأحفاده وذويه وبالقريبين من معارفه أو ممن يعمل في خدمته حتى يشعر كل واحد منهم أنه المخصوص بهذه الرعاية، وزاد: طبيعي لشخص بمثل هذه الدماثة وإجادة فن التعامل مع الناس صغيرهم وكبيرهم ومع أسرته وذويه أن يتأهل لشغل وزارة تعتمد في تعاملاتها على البسطاء. وختم حديثه بالقول: «الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل لا يكل في توظيف جاهه لخدمة الغير ومتابعة وجاهته لدرجة أن كثيرا من المسؤولين تعودوا قبول وساطاته ويحتفون بها لأنهم يحملونها محمل حسن النية». جدير بالذكر أن الشبيلي أصدر كتاباً موجزاً عن سيرة أبا الخيل بعنوان: عبدالرحمن أبا الخيل؛ وفاء لوفاء، وذلك بمناسبة تكريمه. وبالمقابل، أشار صالح بن محمد الغذامي أمين عام الجمعية الخيرية الصالحية في عنيزة، أن هذا التكريم إنما هو امتداد لتكريم الرواد التي نصت عليها أهداف الجمعية، ومنها إنماء الوعي لدى أفراد المجتمع الحاضر والمقبل بما قدمه رواده الأوائل من أعمال وما حققوه من إنجازات في مجالات النهوض بالمجتمع وشحذ هممهم لاتباع خطى القدوة الصالحة والسلف الطيب بالطرق التي تراها مناسبة.