سادت موجة من القلق والارتباك أوساط طالبات جامعة أم القرى في الزاهر، إثر حريق طال معامل الحاسب الآلي، ما استدعى إدارتي السلامة والتشغيل وعضوات التدريس إلى إخلاء اكثر من 25 ألف طالبة. وبحسب المعلومات، فإن سبع طالبات تعرضن إلى إصابات طفيفة ونقلن للعلاج في مستشفى الملك عبد العزيز وغادرن بعد تمام شفائهن. في الأثناء، قرر الدفاع المدني في العاصمة المقدسة أخذ عينات من ركام الحريق وإرسالها إلى الأدلة الجنائية لمعرفة ظروف الحريق الذي طال غرفة في الطابق الثاني من المبنى (ه) في منتصف نهار أمس، حيث تلقت غرفة عمليات الدفاع المدني بلاغا عن الحدث وحركت آلياتها إلى الموقع كما شاركت فرق من الهلال الأحمر، الشؤون الصحية، الدوريات الأمنية، الشرطة، المرور وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وذكرت التقارير أن الطالبات هرعن من المبنى فيما سادت حالة من الهلع بسبب كثافة الدخان المتصاعد وتولت فرق الإنقاذ في الجامعة تنظيم خروج الدارسات وتهدئتهن وتولت فرق إطفاء متنوعة الاختصاص بقيادة مدير الإدارة العميد جميل أربعين، السيطرة على الحدث الذي انحصر في غرفة محدودة تستخدم كمعمل للحاسب الآلي. 50 متدربة في الإخلاء الناطق الإعلامي في الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العقيد علي المنتشري، ذكر أن جميع المصابات غادرن المستشفى ولم يتضح من التحريات المبدئية وجود أية شبهة جنانية، مضيفا أن 50 متدربة في خطة الإخلاء المعتمدة بين إدارة الدفاع المدني وجامعة أم القرى تولين إخلاء الطالبات بمشاركة فرق الدفاع المدني. وأكد العقيد علي المنتشري أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحريق عرضي والتحقيقات لا تزال مستمرة، لافتا إلى أنه تم رفع العينات من موقع الحادث وإرسالها إلى الأدلة الجنائية لتحديد الأسباب. الدراسة تستأنف اليوم إلى ذلك، أبلغ «عكاظ» مدير الجامعة الدكتور بكري معتوق عساس أن الحريق اندلع في الغرفة بسبب الأحمال الزائدة، وسيتم التحقيق في الأمر واتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية في مباني الطالبات والمعامل والمختبرات وكافة الكليات للتأكد من السلامة. وأوضح أن الدراسة تستمر بصورتها الطبيعية اليوم. وأضاف أن الحادث لم يسفر عن إصابات، مبينا أن وزير التعليم العالي كان متواجدا في الجامعة أمس أثناء افتتاحه معمل جودة الخرسانة في كلية الهندسة ورعاية ملتقى اللغة العربية مع الجامعات الأفريقية واطمأن على سلامة الطالبات. الحريق الذي هدد 25 ألف طالبة أمس، شب في أحد أقدم مباني الجامعة الذي أنشئ قبل نحو 50 عاما، إذ كان مقرا لاستقبال الوفود وأطلق عليه قصر (الضيافة) ونفذ في محيطها مشاريع مبان عدة. وبحسب المعلومات، فإن المبنى لم تطله أعمال التطوير والتحديث. وأشارت طالبات ل«عكاظ» إلى حاجة المبنى إلى مزيد من اشتراطات السلامة وتوفير أجهزة إنذار وخلافها. وبحسب طالبات فإن ماسا كهربائيا حدث الأربعاء الماضي بسبب خلل في تمديدات الحواسيب. اختناقات في 4 شوارع دوريات مرور العاصمة المقدسة، تولت تنظيم حركة السير في محيط الجامعة إذ أحدثت عمليات الإخلاء ارتباكا في حركة السير والمرور في شوارع الزاهر، والعتيبية، الشهداء، البيبان ما دفع إدارة المرور إلى اعتماد خطة إغلاق المنافذ المؤدية لفرع الطالبات وتحويل السيارات المتجهة للطرق الفرعية أو العودة في نفس الاتجاه بغرض تسهيل وصول وخروج آليات الإطفاء، وأكد المقدم فوزي الأنصاري أن دوريات المرور ساهمت في تفكيك التلبكات المرورية في الطرق المؤدية إلى فرع الطالبات في الزاهر وأسهمت في تسهيل وصول فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر، وتمركز رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة الحدث بغرض توفير الحماية للطالبات لحين وصول أولياء الأمور.