درب زبيدة يمتد من العراق إلى مكةالمكرمة، ويمر بمحافظة مهد الذهب، وقد بدأ العمل في إنشائه منذ عام 134ه. واستمر طريقا للحاج العراقي قرابة 13 قرنا تقريبا. وطول درب زبيدة (1.300كيل) من الكوفة إلى مكةالمكرمة، منها (250 كيلا) في محافظة المهد، يقطعه الحاج في شهر تقريبا، منها ستة أيام في المهد. وكان للدرب علامات (أميال)، ومنارات تضاء في الليل بالنار، وتنافس خلفاء بني العباس في خدمة (درب زبيدة)، حيث حفروا على الطريق الآبار، وبنوا القرى والجوامع والبرك. وكان الطريق ينزل من القصيم متجها إلى الجنوب الغربي، فيدخل منطقة المدينةالمنورة، مبتدئا بمحافظة الحناكية، فيشقها من ركنها الشمالي الغربي إلى جنوبها، يمر بالماوية، ووادي ساحوق إلى الربذة، ثم ينزل جنوبا إلى صخيبرة، ويمر بجبال فرقين، ثم يدخل (محافظة مهد الذهب). وأول منازله في (محافظة مهد الذهب) أن يمر ب (بئر العمق) في الجهة الشمالية من المحافظة، وكانت هذه المنزلة أهم منازل الحاج على ذلك الدرب، بنى فيها خلفاء بني العباس قصرا، ومسجدا جامعا. وهناك آثار باقية تدل على قدم هذه البلدة؛ فمنها: فوهات برك وآبار واسعة، وآثار المسجد الذي كان قائما على سفح الجبل، في الجهة الشرقية من العمق، وتوجد آثار السوق والمساكن التي كانت قائمة آنذاك.