أستغرب من عدم الاهتمام الإعلامي الكافي بحدث مهم بدأ يوم السبت في المملكة هو استضافة مجلس الشورى لأعمال اللقاء التشاوري الثالث لرؤساء برلمانات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين. الحدث له أهمية بالغة لأنه يناقش ثلاثة محاور تمثل أبرز اهتمامات العالم في هذا الوقت، هي: الأزمة المالية وآثارها على الاستقرار العالمي، الطاقة لتنمية مستدامة، والحوار العالمي للثقافات. وهذه الدول تمثل 65% من مجموع سكان العالم، وتملك حوالى 90% من ناتج العالم الخام. وجود المملكة في هذه المجموعة يؤكد مكانتها المهمة اقتصاديا وسياسيا، ودورها في المشاركة لوضع السياسات الاقتصادية العالمية، وكذلك محوريتها في التوازن والاستقرار العالمي الذي تبحث عنه الدول والشعوب. كما أن استضافة مجلس الشورى لهذا الاجتماع تعد نقلة هامة في مسيرته، إذ إن وجود البرلمانيين من مجموعة العشرين في رحابه يفتح آفاق المجلس على أساليب التفكير والطرح والنقاش التي تجري في البرلمانات العريقة ذات التجربة الطويلة. الأزمة المالية التي عصفت باقتصادات بعض الدول ما زالت تمثل شبحا مخيفا للكثير، ومن الصعب أن تجزم دولة أنها لن تتعرض لها في ظل تشابك دول العالم واختلاط مصالحه وتبادلاته المالية والاقتصادية، ولعل أهل المال والاقتصاد لدينا يستفيدون من تجارب الآخرين في هذا الحضور. أما الطاقة والتنمية المستدامة فهي هاجسنا مثلما هي هاجس الآخرين، وموضع الحوار العالمي للثقافات أصبح شأنا بارزا لا يقل أهمية عن بقية الشؤون الأخرى، وللمملكة دور رائد في طرح هذا المفهوم ورعايته عبر مبادرات الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي خرجت من النطاق المحلي إلى النطاق العالمي.. هذه الحقائق كان يجب أن تكون حافزا لإبراز كل تفاصيل الاجتماع ونقلها للمجتمع، لكن للأسف لم نلاحظ سوى أخبار مقتضبة وتغطيات مختصرة لا ترقى إلى أهمية الحدث. صحيح أننا ننتقد أشياء كثيرة لدينا ونطالب بأشياء أكثر، ونتذمر من بعض الأمور لكن ذلك نابع من حرصنا على أن نكون أفضل، وأن يكون مشهدنا المحلي متناغما مع أهمية صورة المملكة خارجيا.. نحتاج إلى أنظمة وتشريعات وإجراءات تجعل صورة المملكة داخليا مساوية لصورتها وأهميتها الخارجية. نريد أن تكون حياة المجتمع لدينا بنفس السلاسة والنظام والرقي الذي تعيشه معظم دول مجموعة العشرين. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة [email protected]