بمؤازرة مجموعة من الشباب أسس محمد العودة، لجنة شباب الأعمال في منطقة تبوك، بهدف احتضان أفكار ومشاريع الشباب الاستثمارية. حيث أشار في حواره مع «عكاظ» إلى أن نجاح أو فشل أي مشروع تحكمه دراسة الجدوى الاقتصادية، وليس التمويل فقط، وأن أهم ما يمكن أن تركز عليه لجنة شباب الأعمال بشكل رئيسي، هو توعية الشباب في المدارس باحتياجات سوق العمل، والتي لا تتضمنها مناهج التعليم. • بداية.. كيف نشأت لجنة شباب الأعمال بمنطقة تبوك؟ تأسست لجنة شباب الأعمال منذ عامين، قمت بتأسيسها بمساعدة ومؤازرة عدد من الزملاء وشباب الأعمال بالمنطقة، واجهنا خلالها بعض الصعوبات والعقبات، بحكم أنها لجنة جديدة، لم يكن لديها أية أنظمة أو آلية للعمل. إلا أننا استطعنا التغلب على الصعوبات، ونظمنا اجتماعات عمل لوضع رؤية ورسالة وأهداف للجنة، بما يتواءم مع متطلبات شباب منطقة تبوك. وقد ناقشت اللجنة اعتقادات شباب الأعمال، ومنها أن نجاح أي مشروع يرتبط بمدى تمويله، وهو اعتقاد توصلت اللجنة إلى خطئه، حيث درست مع عدة جهات دولية تعنى بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة، السبب الرئيسي لفشل المشاريع الناشئة، والذي يتمثل في عدم الدراية الإدارية، وعدم وجود دراسة جدوى اقتصادية للمشروع. وقد اتضح أنه من المهم التركيز وبشكل رئيسي على توعية شباب الأعمال، حول مستقبل مشاريعهم الاقتصادية، خاصة في المدارس والجامعات، لا سيما أن مناهج التعليم لا تركز على تهيئة الشباب وتوعيتهم لما بعد التخرج. ولذلك قامت لجنة شباب الأعمال في العام الماضي، بعمل دورات تدريبية في مجال التوعية باحتياجات سوق العمل حضرها 250 شخصا، كما سنقوم خلال الفترة القادمة بعمل دورة تحت مسمى كيف تحقق مشروعك، ومدتها ثلاثة أيام، ترتكز على تعليم الشباب والشابات كيفية دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع وبشكل مبسط جدا إلى جانب بعض المهارات الأساسية في مجالي التسويق والإدارة. • وماذا عن مشروعاتك الخاصة؟ بدأت في عام 2005م، بدراسة احتياجات منطقة تبوك الاقتصادية والتجارية، ووجدت أنها تتطلع إلى مزيد من الأعمال الخدمية في المنطقة. وعلى هذا الأساس قمت بإنشاء مؤسسة تختص بأعمال الصيانة والنظافة في المجمعات التجارية والسكنية وكانت كبداية تمثل تحديا لي. • وكم كان رأس المال الذي بدأت به مشروعك؟ بدأت مشروعي بمائة وخمسين ألف ريال، بعد دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع، لكنني استفدت من خبرتي السابقة ولله الحمد في العمل مع والدي شفاه الله في قطاع المقاولات والخدمات، ومن دراستي لإدارة الأعمال في أمريكا. وهو ما ساهم في نجاحي في مشروعي، حيث أدير الآن صيانة العديد من المجمعات التجارية والقطاعات الحكومية في منطقة تبوك. • هل لجأت للتمويل البنكي؟ ادخرت مبلغا قدره ثلاثمئة ألف ريال، بعد عودتي من أمريكا.. استخدمت نصفه في تأسيس مشروعي الأول. والآن جميع مشاريعي المنفذة هي من تمويلي الذاتي، حيث أعتمد على منهجية فصل الملكية عن الإدارة، بمعنى أنني لا آخذ من صندوق منشأتي أي مبلغ، فالأرباح أضيفها لرأس المال، وأعين لنفسي راتبا شهريا. وهو ما جعلني أتوسع في نشاطاتي الاقتصادية بفضل من الله. • كيف تقيم برامج التمويل؟ هناك برامج عديدة ولكن تمويلها قليل، وتخدم فقط من يريد أن يؤسس عملا صغيرا، بل متناهي الصغر. أما المنشآت القائمة فلا لم تستطع تلك البرامج تمويلها بالشكل الملائم. • وكيف ترى أفكار شباب الأعمال في تبوك؟ أفكار الشباب طموحة وخلاقة وجديدة ونحاول بقدر المستطاع العمل على ترجمتها لأرض الواقع. • وماذا تحتاج تلك الأفكار؟ تحتاج إلى دعم وتشجيع المجتمع، وتمويل رجال الأعمال. ونتفاوض حاليا مع أكثر من جهة لها رغبة برعاية أعمال لجنة شباب الأعمال، وسيتم الاتفاق مع من يخدم مصالح اللجنة في وقت قريب.