يضيق الخناق على النظام السوري اقليميا ودوليا لكنه يمارس سياسة الهروب الى الأمام بتصعيد عمليات القمع الوحشي للاحتجاجات المطالبة بسقوطه. وفي هذا الإطار أعلنت الاممالمتحدة أمس ان القوات السورية قتلت بالرصاص نساء وأطفالا عزلا وقصفت مناطق سكنية وعذبت محتجين مصابين في المستشفيات بناء على أوامر من أعلى المستويات في الجيش والحكومة. ودعا محققون تابعون للأمم المتحدة لمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم ضد الانسانية، مشيرين الى أنهم أعدوا قائمة سرية بأسماء القيادات العسكرية والمدنية المسؤولة عنها. وجاء في تقرير للمحققين قدم الى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة «حصلت اللجنة على أدلة متسقة موثوقة تحدد أفرادا في القيادات العليا والوسطى بالقوات المسلحة أمروا مرؤوسيهم بإطلاق النار على المحتجين العزل وقتل الجنود الذين يرفضون اطاعة مثل هذه الاوامر واعتقال أشخاص دون سبب وإساءة معاملة المحتجزين ومهاجمة أحياء مدنية بنيران الدبابات والرشاشات بشكل عشوائي». ورحب وزير الدولة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا ألستير بيرت بالتقرير واعتبر استنتاجه ادانة للنظام السوري. ومن جهتها، رأت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان المعارضة السورية ستصبح مؤهلة بصورة متزايدة لشن هجمات مضادة. وقالت في تصريحات للصحافيين في لندن أمس «ستكون هناك قوات معارضة مؤهلة بصورة متزايدة. سيجدون من مكان ما، وبطريقة ما، الوسائل للدفاع عن أنفسهم وأيضا بدء اجراءات هجومية». وأضافت «من الواضح بالنسبة لي أنه ستكون هناك نقطة تحول. اتمنى ان تأتي آجلا وليس عاجلا حتى يتم انقاذ المزيد من الارواح، لكنني ليس لدي أدنى شك في ان مثل هذه النقطة ستأتي». ووصفت كلينتون المجلس الوطني السوري بأنه «ممثل ذو مصداقية» للمعارضة السورية، بينما اعتبر البيت الابيض الهجوم الذي يشنه نظام بشار الاسد على الشعب السوري بأنه «شائن ولا يغتفر». ونقلت شبكة (سي إن إن) الأمريكية أمس عن مصادر في المنظمة الدولية قولها إن أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون «سيعين الأمين العام السابق كوفي أنان كمبعوث خاص للأمم المتحدة في سوريا». ميدانيا قتل أمس 81 شخصا في اعمال عنف في سوريا بينهم 13 من عائلة واحدة في بلدة كفر الطون بمحافظة حماة، فيما تتواصل الجهود لإجلاء جثماني صحافيين قتلا أمس الأول في حي بابا عمرو في حمص وآخرين جريحين. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، قتل 14 شخصا في بلدة كفر الطون بينهم 13 من عائلة واحدة في اقتحام نفذته قوات النظام، كما قتل ثلاثة في سويين وشخص في مورك برصاص هذه القوات في محافظة حماة. واقتحمت دبابات النظام حي بابا عمرو في مدينة حمص. وقال نشطاء ان قوات الاسد أمطرت الحي بالصواريخ وقذائف المورتر. كما تعرض للقصف حيا الانشاءات والخالدية في المدينة نفسها.