هناك من يعتقد بأن وسائل الإعلان التقليدية باستخداماتها المعتادة تحتضر وتلفظ أنفاسها الأخيرة على فراش الموت، ومع مرور الوقت تكونت عند الناس مناعة ضد الإعلانات التي تظهر بشكلها التقليدي على التلفزيون أو الراديو أو الجريدة، حيث لم يعد يلاحظها أحد أو يعيرها الاهتمام، خاصة وأن هذا العصر شهد هجرة شعبية من الوسائل التقليدية، وانتقل جيل اليوم من شاشات العرض المنزلية الكبيرة، نحو الشاشات الصغيرة على أجهزة الكمبيوتر المحمول والهواتف النقالة، وإذا كنت في شك، احسب الآن عدد الساعات التي تجلس فيها أمام التلفاز أو المجلة، مقارنة بجلوسك أمام شاشة الكمبيوتر أو شاشة الموبايل أو الآي باد، ثم قارن هذا أيضا بعادات الجيل السابق. إن الخبر الذي تقرؤه اليوم في جريدة الصباح المحلية هو في الحقيقة طبيخ بائت، والسبب في ذلك هو أن جيل الشباب على الفيس بوك والتويتر ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى تلقفوه ساخنا لحظة خروجه من الفرن في الليلة الماضية. هذا التغيير دفع بالشركات وأصحاب العلامات التجارية اليوم إلى الوقوف وإعادة النظر، الجميع ركض في حالة هلع نحو إعلانات الإنترنت والموبايل، الكل بدأ يفكر ويقول: يجب أن نستقل القطار السريع قبل أن يفرمنا بعجلاته، والإعلان بمعناه الكبير والشامل هو التواصل، ونحن نريد أن نتواصل مع الناس في بلد كالسعودية يمثل جيل الشباب فيه السواد الأعظم، نريد أن نعيش مع هذا الجيل الجديد وأن نضع مراهناتنا في كفته، ففي هذا الاتجاه يتحرك المستقبل. [email protected]