كل مجتمع وبشكل ما يتورط هو وأجياله المتتابعة بحكايات الأبطال في تاريخه، فيبالغ في تمليح حكايات أبطاله حد الأسطرة، لاعتقاده أنها ستصبح نماذج للجيل الجديد، ليتم تقليدهم. هذا التمليح أو الأسطرة «من أسطورة» للأبطال، لن يصبحوا كما أراد لهم المجتمع، أي نماذج للجيل الجديد، بل عائقا لتقدم الأجيال، لأن أفراد الجيل الجديد سيشعرون بأنهم أقزام أمام أبطال التاريخ، لهذا علينا أن نعيد كتابة حكايات الأبطال، ونرويها كما هي دون أسطرة، فالموضوعية تكسب دائما، هذا ما اكتشفته وأنا أتابع فيلم «عائلة كيندي». فالفيلم كان يحكي قصة «رئيس دولة» دون أن يجرده من إنسانيته، أي حالات ضعفه البشرية. فالأب أو«سفير أمريكا في بريطانيا» لم يكن أعلى مرتبة من البشر، بل كان الجانب المظلم في أسرة «كيندي»، فهو لعب دورا سلبيا في انتخابات ابنه، دون علم الابن، واتفق مع عصابات المافيا أن يعطوا ابنه أصوات بعض الولايات التي سيطروا عليها؛ مقابل أن تتم مكافأتهم. حين قرر «الرئيس كيندي» وأخوه «وزير العدل» إعلان الحرب على عصابات المافيا، وجدا نفسيهما أمام مأزق صنعه الأب، فقررا أن يمضيا في حربهما وإن كلف هذا التضحية بالأب. حتى «الرئيس» لم يكن أعلى مرتبة من البشر، فهو كان ضعيفا أمام المرأة الجميلة، وكان أخوه يحاول كثيرا أن يخفي نقطة الضعف هذه، إلى أن وصلا لمفترق طريق، وأن على الرئيس كيندي الكف عن مثل هذه الأمور. خلاصة القول: إن رواية قصص الأبطال بموضوعية، هي من ستدعم الأجيال الجديدة، وستخبرهم أن الجيل القديم أخطأ هنا وأصاب هناك، وأنهم بشر مثلنا يمكن لنا أن نقلدهم ونتفوق عليهم، لأننا لن نكرر أخطاءهم. أما أسطرة الأبطال القدامى فستجعل الجيل الجديد يشعر بدونيته، ليس لأنهم أقزام بل لأن أبطالهم القدامى ليسوا حقيقيين. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة [email protected]