أدت الأجواء المشبعة بالغبار في بعض مناطق المملكة أمس إلى انعدام مستوى الرؤية الأفقية، ورغم ذلك لم تتأثر حركة الطيران في جدة، فيما استمر إغلاق ميناء جدة الإسلامي، وأعلنت غرف العمليات في الجهات المختصة حالة الطوارئ وأطلقت 10 تنبيهات على مستوى المملكة منها واحد من النمط المتقدم، فيما شهدت خمسة أحياء في جدة أمطارا خفيفة، بينما حذرت مصلحة الأرصاد وحماية البيئة من تواصل الأجواء المتقلبة في المنطقة. من جهة أخرى، راجع 65 طفلة وطفلا يعانون من الربو وحساسية الصدر أمس طوارئ مستشفيات في جدة شملت الولادة والأطفال في العزيزية والمساعدية والملك فهد والملك عبدالعزيز نتيجة حساسية الصدر والربو. وفي مستشفى العزيزية للولادة والأطفال أوضحت استشارية طوارئ الأطفال الدكتورة بسمة الحجيلي، أن قسم الطوارئ استقبل أمس الأول 60 طفلا وطفلة تفاوتت أعمارهم بين سنة و12 سنة جميعهم مصابون بحساسية الصدر، أما يوم أمس فاستقبل المستشفى 16 حالة ربو في فترة الصباح. وأشارت إلى أن بعض الحالات تأخذ العلاج ويكتب لها خروج، بينما حالات تحتاج أكثر من جرعة فنتولين وتنويم في المستشفى. ودعت الحجيلي إلى ضرورة وضع آلية للأطفال المصابين بالربو في سرعة توجههم إلى المنازل وعدم المكوث في المدارس عند سوء الأحوال الجوية تجنبا للمضاعفات التي قد تحدث لاسمح الله من خلال الاتصال السريع على أهالي الطلاب والطالبات. من جانبه دعا استشاري طب الأطفال في صحة جدة الدكتور نصرالدين الشريف إلى ارتداء الكمام الطبي أو استخدام فوطة أو شاش مبلل أثناء هبوب العواصف الرملية إذا كان الفرد خارج المبنى، خصوصا الذين يعانون من حساسية الصدر والربو ، ومراجعة أقرب مركز صحي أو أقسام الطوارئ في الحالات الطارئة، منبهة السائقين بإغلاق النوافذ جيدا أثناء القيادة في الأجواء الترابية، مع تشغيل جهاز التكييف أثناء القيادة على درجة حرارة مناسبة إن دعت الحاجة. وفي سياق متصل، أكدت الصحة على جاهزية مرافقها الصحية كافة لاستقبال الحالات الطارئة، معلنة أن أقسام الطوارئ في مستشفياتها التي تعمل على مدار الساعة في المناطق التي تتضرر بموجة الغبار والأتربة اتخذت جميع احتياطاتها لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي، سواء الكبار في السن أو الصغار وخصوصا المصابين بمرض الربو. ونصحت الصحة جميع المواطنين والمقيمين خصوصا مرضى الربو أو المصابين بالأمراض الصدرية بعدم التعرض للغبار والأتربة التي تمر بها حاليا بعض مناطق المملكة، وضرورة ارتداء الكمامات الطبية الوقائية عند الخروج من المنزل أثناء موجه الغبار، لافتة إلى أن ذرات الغبار تعمل على تهييج الجهاز التنفسي مما يتسبب في حساسية الأنف. ودعت الصحة إلى إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ لمنع دخول الغبار إلى المباني والمنازل، وإعطاء مزيد من الاهتمام بالنظافة الشخصية خلال هذه الفترة من السنة التي يكثر فيها هبوب الرياح، إضافة إلى أهمية تنظيف المنازل والمباني بشكل جيد من آثار الغبار ولاسيما غرف النوم والأغطية والفرش. من جهة أخرى، أعلنت مديرية الشؤون الصحية في محافظة جدة أمس، اتخاذ كافة التدابير الوقائية تحسبا لوقوع أمطار على المحافظة، والتأهب والاستعداد لاستقبال الحالات الطارئة، وألزمت المستشفيات الخاصة باستقبال الحالات الحرجة، وتم تجهيز فريق ميداني للطوارئ عند الاستدعاء بالتنسيق مع غرفة الطوارئ في صحة جدة، كما تضم الفرق الطبية طاقما طبيا وتمريضيا، مجهزة لتقديم الخدمات الصحية في مواقعها، ونقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات، وتجهيز أقسام الطوارئ، وهذا الاستعدادات تأتي حفاظا على سلامة الموطنين. كما أن لجنة الطوارئ المنعقدة للحالات الطارئة ستعمل على مدار 24 ساعة، بغرفة العمليات في صحة جدة، ويتم التنسيق معها بجهاز لاسلكي مع جميع المستشفيات الحكومية والخاصة، كما أن كافة المستشفيات الحكومية في حالة جاهزية كاملة، كذلك غرف الطوارئ تم حصر أسرة العناية المركزة في المستشفيات ووحدات الدم، وتجهيز سيارة تموين طبي متنقلة للتوجه إلى أي موقع حسب الحالات. ومن المتوقع أن تستقر حالة الطقس في جدة اليوم، فيما توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تتحول الرياح إلى شمالية نشطة نسبيا تنخفض معها درجات الحرارة على مناطق شمال وشمال غرب وغرب المملكة، في حين تبدأ انخفاضها على مناطق شرق ووسط المملكة مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية الأفقية. من جهة أخرى، غطى غبار كثيف سماء منطقة جازان والمحافظات والقرى التابعة لها وحولها إلى اللون الأحمر أمس الذي لم تشهد له المنطقة مثيلا له خلال الأربع سنوات الماضية، ما أدى إلى إغلاق عدد من المحال التجارية وتسبب في توقف الحركة المرورية على الطريق الدولي الواقع بين محافظتي أبو عريش وأحد المسارحة وبعض الطرقات الرابطة بين المحافظات داخل المنطقة.