أكد إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب أن ظهور الفاحشة في واقع المسلمين وفي وسائل الإعلام ومنع الزكاة وخيانة الأمانة ونقض العهود وتحكيم الهوى ونبذ الشريعة تلك هي أكبر أسباب المصائب العامة التي إذا نزلت بقوم لم يسلم من وطأتها أحد، وقال في خطبة الجمعة في المسجد الحرام أمس «المسؤولية في المجتمع على كل فرد فيه وجاء الأمر باتقاء المصائب العامة موجها إلى كل أحد كل بحسبه». وأضاف «سنة الله لا تحابي أحدا وليس لفرد ولا لمجتمع حصانة ذاتية وحين تقصر أمة في توقي أسباب المصائب العامة فإن عليها أن تتقبل نتيجة التقصير والسعيد من اتعظ بغيره»، وأشار إلى أن اتقاء هذه المصائب العامة لا يكون إلا بتوقي أسبابها والظلم من أعظم أسباب العذاب العام فبسببه هلكت الأمم السالفة والقرون الخالية وبسببه تسقط الدول، وتهلك القرى فالله عز وجل يمهل ولا يهمل. وفي المدينةالمنورة شدد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ صلاح البدير على أهمية العناية بتنشئة الشباب على المنهج القويم والحرص على إبعادهم عن رفقاء السوء وحثهم على مرافقة من يشهد له بالصلاح والتقوى ليكونوا أعضاء صالحين في مجتمعهم مطيعين لربهم، وقال «حين غاب دور الرقيب تسلل إلى مجتمعاتنا قدوات في منتهى السوء والسخط، وحين توارى دور الولي الصالح وضعف تأثير المربي الناصح ظهرت بين شبابنا وفتياتنا سلوكيات شاذة ومظاهر مقيتة وتصرفات غريبة لم تكن معهودة ولا موجودة، وظهرت المترجلات من النساء والمتشبهون بالنساء من الرجال في أسواق المسلمين وميادينهم»، داعيا رجال التعليم إلى رعاية الأجيال وحماية المجتمع. آراء المتخصصين وحول مضامين خطبة المسجد الحرام، قال أستاذ كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى ورئيس مجلس إدارة المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات بمكةالمكرمة الدكتور سليمان السلومي «الأمن والطمأنينة يحتاجهما أي بلد فهما نعمة عظيمة، فطاعة الله وطاعة رسوله وطاعة ولي الأمر تجلب الاستقرار، وإذا استقر المجتمع أنتج وتطور فالجو الإسلامي يأتي فيه الأمن والأمان، ولكن المعاصي تؤثر سلبا على الأمن وتؤثر على نعم الله التي أنعم بها على عباده ومنها نعمة الأمن والأمان، لذلك يجب على المسلم أن يتقي الله ويتبع ما أمر الله به ويجتنب ما نهى الله عنه». أما المحامي سعد عبدالله القحطاني فقال «الإسلام سن أنظمة وقوانين تحقق الأمن والأمان وتحفظ حقوق العباد، فالشريعة لم تترك شيئا إلا وقد أوضحته». بدوره رأى رئيس قسم التربية الإسلامية الدكتور نامي الشريف أن ما نراه من ملابس غير محتشمة وملبوسات تخدش الحياة هي من الأمور التي تحتم التشبه وتخالف الشريعة الإسلامية ولا بد من الوقوف إلى جوار الشباب وتوعيتهم باللين والرفق. وأوضح ل«عكاظ» وكيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية للشؤون التعليمية في جامعة طيبة الدكتور فهد بن مبارك الوهبي أن التزين أمر مرغب به في الإسلام، والأصل في الألبسة الحل والجواز، إلا أن الشارع الحكيم قد وضع ضوابط للباس يجب على المسلم الالتزام بها.