لماذا أكتب عن أكياس الشوكولاتة، و ما العلاقة بينها وبين أمراض النساء؟ العلاقة توجد في المبيض. بالطبع أنا لا أتحدث هنا عن الشوكولاتة التي نأكلها، ولكن عن الأكياس العضوية التي تظهر على المبيض، والتي بعكس الأكياس الوظيفية التي ذكرتها في مقال الأسبوع الماضي، لا تختفي بدون علاج. وأكياس المبيض العضوية لا تختفي بدون علاج، و منها تلك التي تعرف بأكياس الشوكولاتة، والتي تتكون نتيجة نمو خلايا رحمية على المبيض، فيما يعرف بمرض البطانة الهاجرة أو الاندو متريوسس. قد تظهر هذه الأكياس في أحد أو كلا المبيضين وهي تحوي مواد دموية غامقة اللون شبيهة بالشوكولاتة السائلة (من هنا جاءت التسمية)، وقد يصاحبها تأخر في الحمل وآلام شديدة أثناء الدورة الشهرية. وهناك أيضا الأكياس التي تحتوي على الشعر والجلد أو الأسنان! وتسمى أكياس الدرمويد، وهي عبارة عن أورام حميدة تتشكل من خلايا جنينية. ومن الأنواع الأخرى الأكياس التي تحتوي على مواد لزجة، وتسمى الأكياس المخاطية، والتي قد تنمو ليصل حجمها إلى عشرات الكيلو جرامات في بعض الحالات. لا يمكن الاعتماد على الأعراض وحدها لتشخيص الأكياس، فقد لا تشعر المراة بأي شيء، ويتم التشخيص بالصدفة عن طريق الأشعة التلفزيونية. ويعتمد العلاج على عمر المريضة ونوع وحجم الكيس والأعراض التي يسببها، ففي حالة الأكياس الوظيفية، يمكن الانتظار ما دامت لا توجد أعراض، وإعادة الفحص بالأشعة التليفزيونية بعد شهرين أو ثلاثة، للتأكد من اختفاء الكيس. أما في حالة الاكياس العضوية أو جود كيس كبير الحجم أو الشعور بآلام في البطن أو بالضغط على المثانة، يتم إجراء جراحة للتخلص من الأعراض والتأكد من أن خلايا الكيس حميدة، وأيضا لمنع تعرض الكيس للالتواء أو حدوث نزيف داخل البطن. كان ذلك في السابق يتطلب عملية فتح البطن، ولكن من الممكن الآن إزالة الأكياس بسهولة مع المحافظة على سلامة المبيض عن طريق جراحة المناظير وهي من الجراحات المتطورة التي لا تحتاج في معظم الأحيان لبقاء المريضة فى المستشفى إلا لساعات قليلة بعد العملية، تعود بعدها المريضة لمزاولة نشاطاتها الطبيعية خلال أيام معدودة. * استشاري أمراض النساء والولادة ومتخصص في علاج سلس البول وجراحات التجميل النسائية [email protected]