وماذا بعد منع العصا (العقاب البدني) في المدارس، هل حقق أهدافه؟ هل قضى علي عنف المعلمين، الذين كانوا يصرون على إيصال المعلومة بأسرع السبل؟ هل استطاع المعلم المتطور من تربية النشء على المبادئ؟ هل وصلنا بالطالب لمستوى أعلى من أقرانه في زمن العصي أدبا وعلما، بصفتي عاصرت الفترتين، قبل أربعين سنة كنت طالبا، وأنا الآن أودع التعليم كمعلم عانى من تغير الأنظمة والأفكار، سأتكلم عن تجربتي، فقد كنت على نقيض ومعظم زملائي، فأنا أكره العقاب لأهداف تعليمية، وأتعامل بلطف مع أبنائي، وكنت أحقق هدفي ويحبني جميع الطلاب، ومع هذا كانت علاقتي بزملائي غير جيدة، فكانوا يرون أنني ضدهم، للحقيقة كان الطلاب أكثر أدبا وأقل تحصيلا، أما الآن فقل الأدب وقل التحصيل، وغالبية الشباب محبطون، اجتمعت مع أحد المطبقين، الذي يستعد ليكون معلما، يقول «لن أدرس، سأتجه إلى العسكرية، وبأية رتبة»، فرددت عليه «مهنة التدريس أريح» فقال «مع هذا الجيل لا، إنهم متعبون، لا رغبة لهم في العلم، ولا احترام للمعلم، اشتكيت للمدير فلم يحرك ساكنا، وقال «اجتهد»، فاتكيت على أذن أحد الطلاب، فخضعت للتحقيق والعقاب، فهل أترك الطالب يستهزىء بي؟ أم أكمل اللعب معهم؟ صدقني لن يشعر بي أحد لو طاوعتهم! فالإشراف روتيني، والآباء لا يسألون، إلا إذا اشتكى الابن، وكأن التعليم لا يعنيهم، وضميري لن يرتاح»، فقلت أنا متأكد أن الطلاب محتاجون للعب، ومنه يتعلم الكثير وبأسلوب أفضل، فقد كانت لي تجارب، منها الخروج من الفصل إلى فصل تعليمي مطور، والخروج للحديقة، ولم أطالب أحدا بحفظ جدول الضرب، بل علمتهم مهارات على شكل ألعاب، ومثلما طورنا المناهج سنطور أساليب التربية، وسيتقبل الجميع العصا إذا كانت للتأديب والتخويف وآخر العلاج الكي. عبدالعزيز العبدلي